دال ميديا: فيما قد يبدو أقرب إلى “خدعة إيكيا” عسكرية، كشفت تقارير بريطانية أن الجيش البريطاني بدأ بتزويد أوكرانيا بنماذج مفككة تشبه أنظمة دفاع جوي ودبابات، بهدف خداع القوات الروسية ودفعها نحو استهداف أهداف وهمية منخفضة التكلفة بدلًا من الأسلحة الحقيقية.
هذه المجسمات الذكية، التي يتم تصنيعها وتجميعها على طريقة أثاث “إيكيا”، تأتي ضمن خطة بريطانية شاملة لحماية المعدات الحقيقية، وتعزيز الانطباع بأن كييف تلقت دعمًا عسكريًا أكبر بكثير من الواقع.
“ريفن”… الدفاع الجوي من بقايا الطائرات
أثناء عرض نُظم دفاع جوي حديثة في مؤتمر لندن للدفاع، كشفت لوري سيمينر، قائدة السرب في سلاح الجو الملكي البريطاني، عن النظام الجديد “ريفن”، وهو منظومة دفاع جوي متنقلة ومصنّعة من صواريخ ASRAAM منتهية الصلاحية وأجزاء قديمة من طائرات “هوك” و”تورنادو” و”جاغوار”. والهدف؟ تحويل بقايا خردة الطيران البريطاني إلى سلاح فعال يربك الخصم.
أما الجديد، فهو إرسال نماذج مزيفة مرافقة للنظام الحقيقي، بعضها مزود بانبعاثات حرارية تحاكي حرارة الصواريخ الحقيقية، ما يزيد من صعوبة التمييز لدى أنظمة الرصد الروسية.
25 مترًا كافية لخداع العدو
بحسب العقيد البحري أولي تود، المسؤول عن المشتريات في فريق “تاسك فورس كيندريد”، فإن النماذج المصممة تشمل مجسمات لدبابات “تشالنجر 2″ ومدافع “AS-90″.
“من مسافة 25 مترًا، يصعب تمييزها عن المعدات الحقيقية… الخداع جزء أساسي من ساحة المعركة”، يقول تود.
وتعتمد الخطة على تصوير المعدات الأصلية رقميًا، ثم طباعة نماذجها باستخدام مواد خفيفة ومرنة، تُرسل إلى أوكرانيا ليتم تركيبها خلال ساعات فقط، وتُنشر على خطوط التماس لتشتيت تركيز القوات الروسية وطائراتها المسيّرة وصواريخها.
“لعبة الخداع”… روسيا تُشارك أيضًا
لكن الحرب خدعة من الجانبين. ففي تصريحات مثيرة خلال المؤتمر نفسه، كشفت نائبة وزير الدفاع الأوكراني كاترينا تشيرنوغورينكو أن روسيا هي الأخرى تستخدم طائرات مسيرة زائفة محمّلة بكميات ضئيلة من المتفجرات، بهدف استنزاف الدفاعات الجوية الأوكرانية وإجبارها على إطلاق صواريخ مضادة باهظة الثمن.
بين الذكاء والخداع… الحرب تأخذ شكلاً جديدًا
اللافت في كل ذلك أن الحرب لم تعد محصورة في عدد الدبابات والطائرات، بل باتت معركة ذكاء وتمويه وتكنولوجيا رخيصة وفعالة.
أو كما قال تود:
“في أسبوع واحد فقط، قمنا بمسح النظام الحقيقي، وطبعنا المجسمات، وشحنّاها إلى الجبهة… التكلفة زهيدة، والنتائج كبيرة”.
والأهم من ذلك، أن الشحنات الأولى من نظام “ريفن” استخدمت في حماية القصر الرئاسي للرئيس الأوكراني زيلينسكي، في رسالة سياسية قبل أن تكون عسكرية.
