ستوكهولم: كشف تحقيق أجرته صحيفة “داغنز نيهيتر” السويدية أن 155 ألف امرأة تجاوزن سن السبعين لم تُمنح لهن فرصة إجراء اختبار فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو اختبار ضروري للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم. هذا الإهمال أدى إلى ارتفاع حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم في هذه الفئة العمرية، حيث تم اكتشاف العديد من الحالات في مراحل متقدمة، مما زاد من تعقيد العلاج وخفض فرص الشفاء.
إدخال اختبار HPV وسقوط شريحة عمرية من الحسابات
في عام 2015، تم اعتماد طريقة جديدة للكشف عن سرطان عنق الرحم من خلال اختبار فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). كان الهدف هو تحسين دقة التشخيص من خلال استهداف النساء حتى سن السبعين بانتظام. ومع ذلك، تم إهمال النساء اللواتي كنّ على وشك تجاوز هذا العمر أو تجاوزنه بالفعل، ولم يتم فحصهن وفق النظام الجديد.
في عام 2017، أصدرت السلطات الصحية تعليمات بضرورة إجراء هذا الاختبار لجميع النساء قبل مغادرتهن برنامج الفحص. لكن للأسف، غادرت 115 ألف امرأة البرنامج دون إجراء الاختبار.
أسباب الإهمال: نقص الموارد والتأخير في التنفيذ
أرجعت السلطات الصحية في بعض المناطق هذا الإهمال إلى نقص الكوادر الطبية المدربة، وتأخر تطوير أنظمة تكنولوجيا المعلومات، والضغوط المالية. وقد تسبب هذا في إبطاء تنفيذ النظام الجديد، ما أدى إلى عدم شمول الفئة العمرية المولودة بين عامي 1947 و1952 في برنامج الفحص.
“كنا نعلم منذ البداية أن التنفيذ كان بطيئاً بشكل محبط،” يقول بيورن ستراندر، أستاذ مشارك في طب النساء والتوليد، الذي شارك في تطوير البرنامج.
عواقب وخيمة: السرطان يظهر في مراحل متأخرة
بين عامي 2020 و2022، تم تشخيص 94 امرأة من المجموعة العمرية المتضررة بسرطان عنق الرحم. اكتُشفت 76% من هذه الحالات في مراحل متقدمة، حيث كان السرطان قد انتشر إلى أعضاء أخرى أو أصبح من الصعب علاجه. هذه النتائج المأساوية تعني أن العديد من النساء اضطررن للخضوع لعلاجات مكثفة مثل العمليات الجراحية، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، مع ما يصاحب ذلك من مضاعفات خطيرة.
دعوات للتحرك وتدارك الموقف
صرح يواكيم ديلنر، أستاذ علم الأوبئة الإكلينيكية، بأن عدة مناطق بدأت بالفعل في التواصل مع النساء اللواتي فاتهن الفحص، لتقديم الاختبار بأثر رجعي.
“يجب أن يتم اختبار النساء اللواتي لم يخضعن للفحص، وآمل أن تقوم جميع المناطق بذلك”، أضاف ديلنر.
صوت الغضب من المرضى والجمعيات
أعربت باربرو شيلاندر، رئيسة شبكة مكافحة سرطان النساء، عن غضبها الشديد مما حدث.
“إنه أمر صادم أن تعاني العائلات بسبب هذه الأخطاء. العمليات والعلاجات صعبة للغاية، وصدمتي كبيرة لما حدث”، قالت شيلاندر.
إصلاحات منتظرة
تعمل السلطات الصحية الآن على تدارك الموقف من خلال التواصل مع النساء المتضررات، بينما يدعو الخبراء إلى تحسين أنظمة الفحص وتجنب تكرار مثل هذه الأخطاء في المستقبل.
المصدر: tv4