ازدياد مقلق في عدد أولياء الأمور الذين يستخدمون مدخرات أطفالهم بسبب الظروف المادية الصعبة في السويد
كشفت دراسة جديدة صادرة عن بنك “لينس فورشيكنينغ” للادخار عن ظاهرة مقلقة تتعلق بتزايد عدد أولياء الأمور الذين يلجؤون إلى استخدام مدخرات أطفالهم لتلبية احتياجاتهم المالية.
و يُشير التقرير إلى أن عدد أولياء الأمور الذين قاموا بسحب أموال من مدخرات أطفالهم قد تضاعف أكثر من مرة خلال العام الماضي، ليصل إلى 10 بالمائة، مقارنة بـ 4 بالمائة فقط في العام الماضي.
و أعرب خبراء الاقتصاد، عن قلقهم من هذا الاتجاه، مشيرين الى انهم باتوا يشهدون زيادة كبيرة في هذا الاتجاه، وهو ما يشكل خطراً على مستقبل الأطفال، فهم لا يكتفون بتقليل تلك المدخرات بل يستخدمونها ايضا.
أسباب مقلقة:
تُشير الدراسة التي أجرتها شركة Verian نيابة عن بنك لينس فورشيكنينغ، إلى أن الدافع وراء هذا السلوك يعود إلى “الحوافز الضيقة” التي يواجهها العديد من أولياء الأمور، خاصة ذوي الدخل المنخفض.
و يُفسر ستيفان ويستربيرغ، الخبير الاقتصادي الخاص في بنك لينس فورشيكنينغ Länsförsäkringar، ذلك بقوله: “غالبًا ما يعاني هؤلاء الأشخاص من ضغوط مالية كبيرة، مما يُجبرهم على البحث عن مصادر إضافية لدفع الفواتير المتزايدة، وبالتالي، قد يلجؤون إلى مدخرات أطفالهم.”
وفي وقت يُكافح أولياء الأمور ذوي الدخل المنخفض لتلبية احتياجاتهم الأساسية، يُظهر التقرير أن الآخرين ذوي الدخل المرتفع قد تمكنوا من زيادة مدخراتهم لأطفالهم خلال العام الماضي.
و حذر ويستربيرغ من أن هذا الاتجاه يُهدد بتوسيع الفجوة الاجتماعية بين الأطفال، حيث تتحدد فرص حياتهم بشكل متزايد بناءً على وضعهم المادي لعائلاتهم.
يُشدد خبراء الاقتصاد على ضرورة اتخاذ خطوات سريعة لمعالجة هذه الأزمة، مؤكدين على أهمية دعم الأسر ذات الدخل المنخفض وتوفير حلول مالية مستدامة تُمكنهم من الادخار لأطفالهم دون المساس باحتياجاتهم الأساسية.
كما و يقترح بعض زيادة المساعدات المالية للأسر المحتاجة، بينما يشدد آخرون على أهمية توعية الآباء بأهمية التوفير لأطفالهم وتقديم إرشادات مالية مناسبة لمساعدتهم على إدارة أموالهم بشكل فعال.
و تُلقي ظاهرة استخدام الآباء لمدخرات أطفالهم بظلالها على مستقبل الأطفال وعلى تماسك المجتمع ككل، مما يتطلب اتخاذ خطوات جادة لمعالجة هذه الأزمة وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
المصدر: svt.se