مع الدخول الى عام 2024 يواجه الاتحاد الأوروبي عدة تحديات كبيرة بل وحتى مصيرية في بعض الجوانب، وهو ما يتعلق بالحرب المستمرة في أوكرانيا و الانتخابات الرئاسية الأمريكية و ما سيترتب عليه من نتائج في انتخابات البرلمان الأوروبي.
أبرز خمس تحديات تواجهها القارة الأوروبية خلال العام الجاري:
التحدي الأول: حرب روسيا وأوكرانيا
تواجه دول الاتحاد الأوروبي تحديًا كبيرًا في استمرار دعمها لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا. فقد تعهدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مرارًا وتكرارًا بتقديم المساعدة لأوكرانيا، لكن هناك الكثير من الحديث عن التعب من الحرب والتضامن المنهار في بروكسل في الوقت الحالي.
يواجه الاتحاد الأوروبي صعوبة في اتخاذ قرار بشأن مساعداته المالية لأوكرانيا بالإجماع. فقد وافقت الدول الأعضاء على تقديم حزمة مساعدات بقيمة 9 مليارات يورو لأوكرانيا في عام 2023، لكن هناك حاجة إلى حزمة مساعدات جديدة بقيمة 15 مليار يورو في عام 2024.
من المرجح أن يتم التشكيك في استراتيجية الاتحاد الأوروبي المتمثلة في ترك الأمر لأوكرانيا لتقرر ما إذا كانت ستتفاوض مع روسيا أم لا. فقد أعربت بعض الدول الأعضاء عن قلقها من أن استمرار الحرب في أوكرانيا قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية في أوروبا.
التحدي الثاني: توسيع الاتحاد الأوروبي
أدرجت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين توسيع الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا ومولدافيا على رأس أولوياتها. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تثير مخاوف لدى العديد من الدول الأعضاء، التي تشعر بالقلق من التكاليف الاقتصادية والاجتماعية لقبول دولتين جديدتين في الاتحاد الأوروبي.
تعاني أوكرانيا من آثار الحرب، مما قد يتطلب من الاتحاد الأوروبي تقديم مساعدات مالية كبيرة لإعادة الإعمار. كما أن أوكرانيا لديها مستويات فقر مرتفعة وبنية تحتية متخلفة، مما قد يمثل عبئًا على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
التحدي الثالث: إصلاحات الاتحاد الأوروبي الداخلية
قبل الشروع في قبول دول أعضاء جديدة، يجب إجراء إصلاحات شاملة في عمليات اتخاذ القرار وتمويل الاتحاد الأوروبي. فقد أظهرت الحرب في أوكرانيا الحاجة إلى إصلاحات لجعل الاتحاد الأوروبي أكثر كفاءة وقدرة على الاستجابة للتحديات المستقبلية.
يتضمن أحد المقترحات الرئيسية لإصلاح الاتحاد الأوروبي تغيير عملية اتخاذ القرار من الإجماع إلى الأغلبية. سيسمح هذا للدول الأعضاء باتخاذ قرارات أسرع وأكثر فعالية، دون الحاجة إلى موافقة جميع الدول الأعضاء.
يواجه الاتحاد الأوروبي صعوبة في تنفيذ إصلاحات جوهرية، حيث تعارض بعض الدول الأعضاء أي تغييرات في عملية اتخاذ القرار.
التحدي الرابع: دونالد ترامب
إذا فاز دونالد ترامب بإعادة انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، فقد يتراجع دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا وردع روسيا. قد يؤدي ذلك إلى تفاقم الأزمة في أوكرانيا، وزيادة التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
كما قد يفرض ترامب رسومًا جمركية على السلع الأوروبية، مما سيضر بالتجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
التحدي الخامس: انتخابات البرلمان الأوروبي
من المقرر إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو 2024. من المتوقع أن تفوز الأحزاب المسيحية الديمقراطية مرة أخرى بالانتخابات، لكن من المتوقع أيضًا ارتفاع التصويت لأحزاب اليمين المتطرف والأحزاب الشعبوية.
قد يؤدي ارتفاع شعبية أحزاب اليمين المتطرف والأحزاب الشعبوية إلى عرقلة جهود الاتحاد الأوروبي لإصلاح نفسه ومواجهة التحديات التي تواجهه.
المصدر: dw.com
