التضخم يأكل أموالك بصمت.. خبير ينصح بعدم الاحتفاظ بمبالغ كبيرة في الحساب

الاستثمار بدل من تجميد الأموال في الحسابات الجارية في البنوك. Foto: Jessica Gow/TT

دال ميديا: حذّر خبير الاقتصاد السلوكي السويدي نيكلاس لانينغه من الاحتفاظ بمبالغ كبيرة من المال في الحساب البنكي، مؤكدًا أن تراكم الأموال في الحساب الجاري أو حساب التوفير لفترات طويلة دون استثمار فعلي يجعلها تفقد قيمتها بمرور الوقت بسبب التضخم، رغم شعور الناس الزائف بالأمان المالي.

وفي حديثه لموقع Nyheter24، أوضح لانينغه أن وجود مبالغ تفوق قيمة نفقات شهرين إلى ثلاثة أشهر في الحساب البنكي يعد أمرًا غير مجدٍ من الناحية الاقتصادية. وقال إن الأشخاص الذين يحتفظون بمبالغ كبيرة في حساباتهم يفقدون تدريجيًا القوة الشرائية لأموالهم، لأن الفوائد المصرفية الحالية لا تعوّض ارتفاع الأسعار المستمر في السويد.

وأشار الخبير إلى أن الاحتفاظ بالمال من دون هدف محدد يشبه تركه “ينام” بينما تتآكل قيمته بهدوء، مضيفًا أن كثيرين يظنون أن وجود رصيد ضخم يعني الأمان، لكن الحقيقة أن الأموال غير المستثمرة تتحول ببطء إلى خسارة غير مرئية.

وحول المبلغ الذي يُعد مناسبًا كاحتياطي مالي، قال لانينغه إن المبلغ الذي يغطي نفقات شهرين أو ثلاثة كحد أقصى يعتبر كافيًا في الظروف العادية، أما ما يزيد عن ذلك فمن الأفضل توجيهه نحو استثمارات تحقق عائدًا أفضل على المدى الطويل.

ونصح الخبير السويديين بتقسيم أموالهم إلى قسمين: جزء يُستخدم كصندوق طوارئ في حساب بفائدة معقولة، وجزء آخر يُستثمر في صناديق استثمارية أو مشاريع آمنة نسبيًا. كما شدّد على أهمية الادخار المنتظم عبر تحويلات تلقائية شهريًا لتجنّب القرارات العشوائية التي كثيرًا ما يتخذها الناس تحت ضغط القلق المالي.

وفي ختام تصريحه، قال لانينغه إن على الأفراد أن يدركوا أن الهدف من المال ليس تكديسه في الحسابات، بل جعله وسيلة لبناء الاستقرار والحرية المالية، مضيفًا أن “من يحتفظ بماله بلا حركة، يشبه من يضع سيارته في المرآب طوال السنة خوفًا من استهلاك الوقود”.

المزيد من المواضيع