دال ميديا: أظهرت دراسة جديدة أن واحدًا من كل أربعة سويديين يخشى التعرّض للتمييز بسبب العمر في بيئة العمل، ما يجعل السويد – وفقًا للمؤشرات – الأسوأ بين دول الشمال الأوروبي في توظيف الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخامسة والخمسين.
الدراسة التي أجرتها مؤسسة Novus بتكليف من شركة SPP للتأمين والمعاشات، كشفت أن 23% من السويديين يشعرون بالقلق من أن يتم تهميشهم أو إجبارهم على ترك وظائفهم بسبب تقدمهم في السن، أو أنهم لن يُمنحوا فرصة حقيقية للحصول على عمل جديد بعد الأربعين.
الخبيرة الاقتصادية في SPP، شوكه أورمان، وصفت الظاهرة بأنها “مشكلة اقتصادية واجتماعية خطيرة”، وقالت:
“إن إقصاء فئة واسعة من ذوي الخبرة بسبب العمر لا يؤثر فقط على الأفراد، بل يضر الاقتصاد السويدي ككل. فكل من يُجبر على التقاعد المبكر يعني خسارة في الضرائب والإنتاج، إلى جانب الأثر النفسي المترتب على الشعور بعدم القيمة.”
قصة بير بيرش (65 عامًا)، الموظف السابق في غرفة التجارة السويدية، تعكس واقعًا مؤلمًا. رغم أنه كان يتمتع بصحة جيدة ويحب عمله، إلا أنه طُلب منه المغادرة فور بلوغه سن التقاعد القانوني.
“عندما بلغت الخامسة والستين، طُلب مني المغادرة ببساطة. لم يُسمح لي بالبقاء رغم أنني كنت أرغب في الاستمرار. شعرت أن الأمر غير عادل”، يقول بير بيرش.
وتوضح نتائج الدراسة أن الفئة العمرية بين 30 و40 عامًا تُعتبر الأكثر جاذبية في سوق العمل السويدي، حيث يرى أكثر من نصف المستطلعين (54%) أن الموظف المثالي هو من ينتمي إلى هذه الفئة، في حين أن من تجاوز الخامسة والأربعين يُنظر إليه كـ”عبء مالي محتمل” أكثر من كونه مصدر خبرة.
تقول أورمان إن هذا الميل يعكس تغيرًا ثقافيًا في المجتمع السويدي:
“في الماضي، كانت الخبرة هي المعيار، أما اليوم فنحن نُضفي طابعًا مثاليًا على الشباب ونعتبر الخبرة عبئًا على الميزانية. إنه اتجاه خطير يهدد التوازن في سوق العمل.”
أما بير بيرش، الذي وجد نفسه خارج الحياة المهنية رغم خبرته الطويلة، فيرى أن ما يحدث هو هدر لمعارف متراكمة وثروة بشرية نادرة.
“أعتقد أن هذا إسراف في المعرفة والخبرة. لدينا أشخاص يستطيعون العطاء، لكن يُستبعدون لمجرد أنهم تجاوزوا سنًا معينة، وهذا مؤسف حقًا.”
وتشير تقارير اقتصادية إلى أن ارتفاع متوسط الأعمار في السويد، إلى جانب نقص العمالة في عدد من القطاعات الحيوية، يجعل من الضروري إعادة النظر في مفهوم العمر الوظيفي وتمديد فرص العمل بعد الستين، بدلًا من الاعتماد المفرط على فئة الشباب فقط.
المصدر: tv4