الصحفي السويدي يروي معاناته في السجون التركية: بعض السجناء كانوا يتحدثون السويدية

يواكيم مدين يعود إلى السويد بعد 51 يومًا من السجن في تركيا. tv4

دال ميديا: بعد 51 يومًا من السجن الانفرادي في تركيا، عاد الصحفي السويدي يواكيم مدين إلى بلاده، في لحظة وصفها بأنها “غير قابلة للتصديق” بعد تجربة احتجاز قاسية قادته من زنزانة ضيقة إلى قاعة المحكمة، حيث يواجه اتهامات خطيرة قد تمتد تبعاتها لسنوات.

وفي مقابلة أجراها مع برنامج محطة الصباح على شاشة التلفزيون السويدي SVT، كشف مدين عن تفاصيل اعتقاله، لحظة إطلاق سراحه، والظروف القاسية التي عاشها داخل سجن مرمرة ذو الحراسة المشددة في سيلفري، حيث يُحتجز العديد من المعارضين السياسيين الأتراك.

عزلة وصراع نفسي: “كنت أصرخ في داخلي”

وصف مدين زنزانته بأنها غرفة صغيرة تحتوي على سرير ومغسلة ومرحاض، وقال إنه عاش عزلة تامة خلال الأيام الأولى، حيث لم يكن لديه شيء يصرف به تفكيره، مما جعله يشعر بأنه “على وشك الجنون”.
وأضاف:

كانت الأيام الأولى مظلمة جدًا نفسيًا… ثم بدأ بعض السجناء بالصراخ لي من زنازينهم، وكان بعضهم يتحدث الإنجليزية والسويدية، مما خفف من وطأة الوحدة”.

من اللافت أن اثنين من هؤلاء السجناء كانا لاجئين سابقين في السويد تم ترحيلهما لاحقًا إلى تركيا واعتقلا هناك.

رحلة غامضة من السجن إلى الطائرة

يروي مدين لحظة إبلاغه بالإفراج عنه بأنها جاءت بشكل مفاجئ:

دخل عليّ الحارس وظل يردد كلمة ‘أُفرج عنك’ بالتركية، ولم أفهمها. أخبرني أحد السجناء الآخرين أنني سأُطلق سراحي”.
لكنه لم يشعر بالاطمئنان إلا عندما التقى بمسؤول من وزارة الخارجية السويدية على متن الطائرة مساء الجمعة.

اتهامات ثقيلة ومحاكمة مرتقبة في سبتمبر

كان مدين قد وصل إلى إسطنبول في 27 مارس في مهمة صحفية لصالح صحيفة Dagens ETC لتغطية الاحتجاجات التي اندلعت بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.

لكنه اعتُقل فور وصوله إلى المطار، وتم نقله لاحقًا إلى سجن مرمرة حيث وُجهت له اتهامات خطيرة تشمل:

  • الانتماء إلى منظمة إرهابية

  • نشر دعاية إرهابية

  • إهانة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان

وفي أولى جلسات المحاكمة، حُكم عليه بعقوبة مشروطة في قضية “الإهانة”، بينما تُستأنف محاكمته في سبتمبر للنظر في التهمتين الأخريين.

مدين: دعم السويد والإعلام لعب دورًا حاسمًا

يرى مدين أن الدعم السياسي والإعلامي الكبير من السويد كان حاسمًا في إطلاق سراحه:

تفاجأت تركيا بردة الفعل القوية من السويد… سياسيون، إعلام، ومنظمات دولية للصحافة. أعتقد أن الضغط الدبلوماسي من وزارة الخارجية كان له أثر كبير”.

وأضاف أن قضيته قد تسهم في فتح نقاش أوسع حول حرية الصحافة في تركيا وتأثير ذلك على الصحفيين الأجانب العاملين هناك.

المزيد من المواضيع