في خطوة مفاجئة، أعلن العراق، اليوم الجمعة، تشكيل لجنة ثنائية مع الولايات المتحدة لتحديد ترتيبات إنهاء وجود القوات الأمريكية في البلاد، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.
جاء ذلك بعد يوم واحد من مقتل قائد في الحشد الشعبي في عملية شنها الجيش الأمريكي في بغداد.
وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن الحكومة بصدد تحديد موعد بدء الحوار من خلال اللجنة الثنائية التي شكلت لتحديد ترتيبات انتهاء هذا الوجود، وهو التزام لن تتراجع عنه الحكومة، ولن تفرط بكل ما من شأنه استكمال السيادة الوطنية على أرض وسماء ومياه العراق.
وأضاف البيان أن “العراق تربطه مع أمريكا اتفاقية شراكة استراتيجية وعلاقات دبلوماسية، وبهذا تم خرق المبادئ الرئيسية للعلاقات الدولية وما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة من المساواة في السيادة بين الدول وحظر استخدام القوة في العلاقات الدولية”.
وجاء إعلان العراق عن تشكيل لجنة ثنائية مع الولايات المتحدة لإنهاء وجود القوات الأمريكية في البلاد، رداً على مقتل قائد في الحشد الشعبي في عملية شنها الجيش الأمريكي في بغداد.
وكانت ضربة أمريكية أدت إلى مقتل القيادي العسكري لفصيل موال لإيران في العراق يدعى مشتاق جواد كاظم الجواري، تورّط في هجمات ضد الجنود الأمريكيين، وفق ما أكد مسؤول أمريكي في وزارة الدفاع أمس الخميس.
وقال المسؤول الأمريكي في بيان “نُفّذت هذه الضربة دفاعا عن النفس. لم يتعرّض أي مدنيين لأذى. لم يجر ضرب أي بنى تحتية أو منشآت”.
وأضاف أنها استهدفت قائد حركة النجباء التي تعد من أبرز فصائل الحشد الشعبي والمناهضة بشدّة للوجود الأمريكي في العراق، والذي “تورّط بشكل نشط في التخطيط لهجمات ضد العناصر الأمريكيين وتنفيذها”، مضيفا أنها أسفرت أيضا عن مقتل عنصر آخر في الحركة.
وأعلنت حركة النجباء في بيان الخميس مقتل “معاون قائد عمليات حزام بغداد بالحشد الشعبي الحاج مشتاق طالب السعيدي (ابو تقوى) ومرافقه، بقصف غادر أمريكي على مقر الدعم اللوجستي في بغداد”.
وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق ونحو 900 في سوريا في إطار مكافحة تنظيم الدولة ضمن التحالف الدولي الذي أنشئ في عام 2014.
وجاء إعلان العراق عن تشكيل لجنة ثنائية مع الولايات المتحدة لإنهاء وجود القوات الأمريكية في البلاد، خطوة مفاجئة، حيث لم تكن هناك مؤشرات سابقة على أن الحكومة العراقية تسعى إلى إنهاء الوجود الأمريكي في البلاد.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يتصاعد فيه التوتر بين العراق والولايات المتحدة، حيث ترفض الحكومة العراقية الوجود الأمريكي في البلاد، وتطالب بانسحاب القوات الأمريكية.
ومن المتوقع أن تثير هذه الخطوة ردود فعل متباينة في العراق والولايات المتحدة.
وفي العراق، من المتوقع أن تحظى هذه الخطوة بدعم واسع من الفصائل الموالية لإيران، التي تعارض الوجود الأمريكي في البلاد.
أما في الولايات المتحدة، فمن المتوقع أن تواجه هذه الخطوة انتقادات من قبل المسؤولين الأمريكيين، الذين يرون أن الوجود الأمريكي في العراق مهم لمكافحة تنظيم الدولة.
