بين الانتقادات والتحديات: كيف تخطط السويد لتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي بحلول 2030؟
واجهت الحكومة السويدية هذا الأسبوع موجة من الانتقادات الحادة من المعارضة والخبراء، بما في ذلك من داخل صفوفها، بعد الإعلان عن خطط جديدة لتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي المتعلقة بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2030.
في بداية الأسبوع، أعلنت الحكومة السويدية عن نيتها زيادة طفيفة في التزامها بخفض الانبعاثات، ما أثار استياء واسعاً بين العديد من الأطراف. وأكدت الحكومة أن هذه الإجراءات ستكون كافية لتحقيق الهدف الأوروبي بخفض الانبعاثات إلى النصف بحلول نهاية العقد. إلا أن الخبراء والمعارضين اعتبروا أن هذه الإجراءات غير كافية، حيث وصفت بأنها “أقل بكثير من المطلوب” لتحقيق الهدف.
كشف التفاصيل: استغلال الفائض لتحقيق الأهداف
عندما سئلت وزيرة المالية إليزابيث سفانتيسون عن الأدلة التي تستند إليها الحكومة في حساباتها، أجابت بأن “الحكومة قامت بحساب كل شيء بدقة”. ولكن المفاجأة جاءت يوم السبت، عندما كشفت وزيرة الطاقة والصناعة إبا بوش في مقابلة إذاعية أن الحكومة تعتزم استخدام الفائض الذي خلفته الحكومة السابقة من التزامات أعلى بخفض الانبعاثات في حسابات الانبعاثات المخفضة المقدمة إلى الاتحاد الأوروبي. هذا التفصيل الهام لم يذكر في إعلان الحكومة يوم الثلاثاء، ما أثار المزيد من التساؤلات حول شفافية الحكومة في تعاملها مع القضايا المناخية.
وفيما يخص الهدف الآخر للاتحاد الأوروبي المتعلق بتخزين الكربون في الغابات والأراضي السويدية، لا تزال الصورة غير واضحة، حيث لم تقدم الحكومة أي معلومات جديدة حول تقدم السويد في هذا المجال.
أداء السويد في الرفاهية وسوق العمل: تقييم متفاوت
في مجال الرفاهية وسوق العمل، كشفت تقارير أوروبية أن السويد تحتل مكانة جيدة في بعض المجالات ولكنها تعاني في مجالات أخرى. ففي تقييم يشمل 17 مجالاً من مجالات الرفاهية وسوق العمل في دول الاتحاد الأوروبي، كانت السويد متفوقة في نسبة التوظيف وتعليم الكبار، لكنها حصلت على تقييمات سلبية فيما يتعلق بمعدلات البطالة العالية والفجوات الكبيرة في الدخل بين الفئات الاجتماعية.
أوكرانيا وروسيا: استمرار النزاع وسط تحركات دبلوماسية
على الصعيد الدولي، يستمر النزاع بين أوكرانيا وروسيا على جبهتين، في حين بدأت بيلاروسيا في حشد قواتها بالقرب من الحدود الأوكرانية، مما يثير مخاوف من تصعيد محتمل. أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه يعتزم عرض خطة سلام عند زيارته للولايات المتحدة وحضوره الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
ملاحظات إضافية: أخبار إيجابية للسويد
فيما يتعلق بالاقتصاد، شهدت دول منطقة اليورو انخفاضاً واضحاً في معدلات التضخم خلال شهر أغسطس، ما يفتح الباب أمام احتمالية خفض الفائدة في السويد بحلول نهاية عام 2025. وعلى صعيد آخر، تم تصنيف مدينتي أوبسالا وأوميو ضمن المدن الأوروبية ذات الهواء الأنقى، وفقاً لتقرير يقارن بين 372 مدينة في الاتحاد الأوروبي. كما تم إدراج ستوكهولم ونورشوبينغ في مرتبات متقدمة في نفس التصنيف.
وأخيراً، أعلنت وزيرة المالية إليزابيث سفانتيسون أن السويد ستقدم قريباً طلباً إلى بروكسل للحصول على حزمة المساعدات المالية الضخمة من الاتحاد الأوروبي، والتي تبلغ قيمتها 40 مليار كرونة سويدية، وهي أكبر حزمة مساعدات مالية مخصصة في تاريخ الاتحاد الأوروبي للسويد.
هذا الأسبوع كان حافلاً بالتحديات والقرارات المصيرية للحكومة السويدية، حيث سيتعين عليها مواجهة الانتقادات والتحقيق في كيفية تحقيق الأهداف الطموحة التي وضعتها أمام الاتحاد الأوروبي، في ظل مناخ سياسي واجتماعي يتطلب شفافية وفعالية أكبر في التنفيذ.
المصدر: europaportalen