دال ميديا: في خطوة مفاجئة هزّت المجتمع الدولي، أغلقت الولايات المتحدة، يوم الاثنين، وكالة التنمية الدولية الأمريكية (USAID)، وهي واحدة من أكبر وكالات المساعدات في العالم، والتي كانت تدير مشاريع إنسانية وتنموية بمليارات الدولارات.
قرار غير متوقع واتهامات لاذعة
قرار الإغلاق جاء بمرسوم مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصف الوكالة بأنها “مجموعة من الراديكاليين المجانين”، فيما وصفها الملياردير إيلون ماسك، الذي يشغل منصب “رئيس كفاءة الحكومة” في إدارة ترامب، بأنها “منظمة إجرامية”.
وبحسب التقارير، فإن الولايات المتحدة كانت المانح الأكبر للمساعدات الإنسانية عالميًا، حيث وفرت العام الماضي وحده 42% من إجمالي المساعدات الإنسانية المسجلة لدى الأمم المتحدة. ولكن مع قرار إغلاق الوكالة، يواجه العالم أزمة حقيقية، حيث ستتأثر الجهود الإنسانية والتنموية في عشرات الدول حول العالم.
السويد تشعر بتبعات القرار مبكرًا
في السويد، حيث تعتمد وكالة التعاون الإنمائي السويدية (Sida) على التعاون الوثيق مع USAID في تنفيذ مشاريع مختلفة، بدأت التأثيرات تظهر منذ وصول ترامب إلى السلطة.
وأوضحت أنيكا أوترستيدت، رئيسة قسم في Sida، أن الاتصال مع الوكالة الأمريكية أصبح أكثر صعوبة خلال الأسابيع الأخيرة، قبل أن ينقطع كليًا مؤخرًا.
وأضافت:
“الولايات المتحدة كانت شريكًا هائلًا في العمل الإنساني. أي تغيير في استراتيجيتها أو تقليص في تمويلها سيكون له تأثير فوري وكبير على ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على هذه المساعدات لتحسين حياتهم في مختلف أنحاء العالم.”
تأثير مدمر على مشاريع المساعدات الدولية
كانت Sida وUSAID شريكين رئيسيين في تمويل وتنفيذ مشاريع كبرى تتعلق بالديمقراطية، وحقوق الإنسان، والتنمية البيئية، والرقمنة، إضافةً إلى مشاريع تنموية ضخمة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية. ومع الإغلاق المفاجئ، باتت هذه المشاريع مهددة بالتوقف التام.
“في جميع هذه المشاريع، سيكون هناك تأثير كبير، ليس فقط على الدول المستفيدة ولكن أيضًا على الأهداف التي سعينا لتحقيقها لعقود طويلة”، تقول أوترستيدت.
10,000 موظف يفقدون وظائفهم بشكل مفاجئ
عقب إعلان الإغلاق، تم طرد موظفي USAID البالغ عددهم 10,000 من أنظمة العمل الداخلية، كما تم إغلاق مكاتب الوكالة بشكل فوري، مع وجود حراس أمن يقفون خارج مقرها الرئيسي في واشنطن.
إلى الآن، لا تزال هناك تساؤلات قانونية حول كيفية قيام ترامب بإغلاق وكالة فدرالية بهذا الحجم دون الرجوع إلى الكونغرس، نظرًا لأن ميزانية الوكالة تصل إلى نصف تريليون كرونة سويدية (ما يقارب 50 مليار دولار).
ردود فعل دولية غاضبة
إغلاق USAID أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط الدبلوماسية والإنسانية، حيث اعتبرت منظمات الإغاثة الدولية القرار كارثيًا، خصوصًا في ظل الأزمات الإنسانية المتزايدة عالميًا.
وفي الوقت نفسه، بدأت الحكومات والشركاء الدوليون بإعادة تقييم استراتيجياتهم للتعامل مع غياب أكبر ممول للمساعدات الإنسانية في العالم.
“نحن نعيد النظر في جميع اتفاقياتنا على مختلف المستويات، ونعمل بلا توقف لأننا بحاجة إلى التواصل مع عدد كبير من الدول التي ستتأثر بشكل مباشر”، تضيف أوترستيدت.
و مع هذا القرار المثير للجدل، يواجه العالم مستقبلًا غامضًا في مجال المساعدات الإنسانية، فيما تترقب الدول والجهات المانحة ما إذا كانت إدارة ترامب ستتراجع عن القرار، أو ما إذا كانت هذه بداية لتحول جذري في سياسات المساعدات الدولية للولايات المتحدة.
المصدر: tv4