في تصعيد جديد للنزاع المستمر بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، أعلنت وزارة الدفاع التركية، يوم السبت، عن مقتل 17 من مقاتلي الحزب في غارات جوية مكثفة استهدفت عدة مواقع في شمال العراق. العمليات العسكرية التركية شملت مناطق كاره، خاكوك، وقنديل، وهي معاقل رئيسية للحزب في إقليم كردستان العراق، فيما أكدت مصادر أمنية اعتقال ناشطة من الحزب كانت تستعد للسفر إلى أستراليا، بحسب تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط.
وفقاً لبيان رسمي صادر عن وزارة الدفاع التركية، استهدفت الغارات الجوية التي نُفذت يومي 17 و18 سبتمبر، مواقع استراتيجية للحزب، وأسفرت عن مقتل 8 مقاتلين في منطقة كاره، و4 في خاكورك، و5 في قنديل. وأضاف البيان أن العملية تأتي في إطار “حق الدفاع عن النفس” وفق المادة الـ51 من ميثاق الأمم المتحدة، حيث تسعى القوات التركية إلى منع هجمات إرهابية محتملة ضد تركيا انطلاقًا من شمال العراق.
تفاصيل العملية العسكرية
وأوضح زكي أكتورك، مستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع التركية، أن الغارات الجوية دمرت 24 هدفاً تتبع لحزب العمال الكردستاني، بما في ذلك كهوف، ملاجئ، ومستودعات أسلحة. وأشار إلى أن هذه الأهداف كانت تحت سيطرة قيادات بارزة في الحزب، ما يعكس أهمية الضربة العسكرية.
و إدعت وزارة الدفاع أن العملية نُفذت بأعلى درجات الحذر لتجنب إلحاق أي ضرر بالمدنيين، أو الأصول التاريخية والثقافية في المناطق المستهدفة.
التعاون الأمني بين تركيا والعراق
تأتي هذه العملية في سياق التعاون الأمني المتزايد بين أنقرة وبغداد، حيث وُقعت مذكرة تفاهم للتعاون في مكافحة الإرهاب، تضمنت إنشاء مركز عمليات مشترك في معسكر بعشيقة، وذلك خلال اجتماع الآلية الأمنية بين البلدين في 15 أغسطس. هذا التصعيد يتزامن مع العملية العسكرية التركية “المخلب – القفل”، المستمرة منذ أبريل 2022، والتي تهدف إلى تطهير مناطق في شمال العراق من تهديدات حزب العمال الكردستاني، كما تدعي السلطات التركية.
اعتقال ناشطة في صفوف “الكردستاني”
في سياق متصل، أعلنت مصادر أمنية تركية عن اعتقال “تشيدم أصلان”، ناشطة بارزة في حزب العمال الكردستاني، في عملية مشتركة بين جهاز المخابرات التركي وشرطة إسطنبول. وجرى توقيف أصلان أثناء محاولتها السفر إلى أستراليا عبر مطار إسطنبول. وتشير التحقيقات إلى أن أصلان كانت متورطة في أنشطة للحزب خارج تركيا، ما يجعل هذا الاعتقال خطوة مهمة في إطار الحرب ضد “العمال الكردستاني”.
تصعيد عسكري وأمني مستمر
يشير الخبراء إلى أن التصعيد التركي الأخير يأتي في ظل رغبة أنقرة في تعزيز سيطرتها على المناطق الحدودية ومنع تهريب الأسلحة والمقاتلين إلى داخل تركيا. كما يُعد جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز التعاون مع العراق في مواجهة تهديدات الإرهاب.
تواصل تركيا تأكيد حقها في ملاحقة حزب العمال الكردستاني داخل وخارج حدودها، مؤكدة أن العمليات العسكرية ستستمر إلى أن يتم القضاء الكامل على ما تعتبره تهديدًا لأمنها القومي.