دال ميديا: تقدّم الادعاء العام السويدي بطلب رسمي إلى محكمة سودرتاليه (Södertälje tingsrätt) لإصدار أمر حبس غيابي بحق رجل يبلغ من العمر 24 عامًا يُشتبه في تورطه المباشر في اغتيال العراقي الأصل سلوان موميكا، الذي قُتل رميا بالرصاص في أواخر شهر يناير الماضي في إحدى ضواحي المدينة.
الجريمة التي هزت السويد وقعت داخل شقة محمية في حي هوفسيو (Hovsjö)، حيث كان موميكا يجري بثًا مباشرًا عبر الإنترنت لحظة وقوع الهجوم. وبحسب تحقيقات الشرطة، اقتحم الجناة المكان وفتحوا النار عليه من مسافة قريبة، مما أدى إلى وفاته على الفور بعد إصابته بعدة طلقات في الرأس والصدر.
المدعي العام: الأدلة التقنية قادت إلى المشتبه به
قال المدعي العام راسموس أومان إن التحقيقات شهدت “تقدما مهما” خلال الأسابيع الأخيرة، بعد تحليل تسجيلات الكاميرات في المنطقة وفحص الأدلة التقنية من المكان. وأضاف في تصريح لقناة TV4:
“لدينا الآن صورة أوضح لتسلسل الأحداث، والمؤشرات القوية تقود إلى شخص محدد نشتبه في أنه أحد المنفذين الرئيسيين للجريمة.”
ووفق ما ورد في طلب الادعاء، فإن المشتبه به البالغ 24 عاما له سجل سابق في قضايا جنائية تتعلق بالعنف والسلاح، وأن الشرطة تعتقد أنه غادر السويد بعد فترة وجيزة من الجريمة متجها إلى إيران، حيث يُعتقد أنه يقيم حاليا. وبناء على ذلك، أصدرت النيابة أمرا دوليا بالقبض عليه بالتنسيق مع الشرطة الدولية (الإنتربول).
تفاصيل الجريمة وخلفيتها
سلوان موميكا، البالغ من العمر 37 عاما، كان شخصية مثيرة للجدل في السويد خلال العامين الأخيرين بسبب تنظيمه فعاليات حرق نسخ من القرآن في ستوكهولم ومدن أخرى، الأمر الذي أثار موجة غضب داخلية وخارجية.
وقد تلقى خلال تلك الفترة تهديدات متكررة بالقتل، كما حصل على حماية أمنية لفترة محددة قبل أن يُسحب جزء منها في أواخر عام 2023.
وبحسب معلومات التحقيق، تم تنفيذ الهجوم بدقة عالية، ما يشير إلى أنه عملية مخططة مسبقًا، شارك فيها أكثر من شخص، أحدهم يعتقد أنه كان على اتصال مباشر بموميكا في الأيام التي سبقت الحادثة.
التحقيق مستمر في أكثر من اتجاه
أكد المدعي العام أن التحقيق يركّز حاليًا على مسارين رئيسيين:
-
تحديد هوية بقية المتورطين الذين ربما ساعدوا في التخطيط أو التنفيذ.
-
التعاون مع سلطات أجنبية لتحديد موقع المشتبه به الرئيسي وجلبه إلى السويد للمحاكمة.
وقال أومان: “نعمل حاليا مع وحدات الشرطة الجنائية الدولية، ونأمل أن يؤدي الأمر بالقبض الدولي إلى نتائج ملموسة خلال الفترة القادمة”.
جلسة قضائية مرتقبة
من المقرر أن تنعقد جلسة الحبس الغيابي يوم الجمعة المقبل في محكمة سودرتاليا، حيث سيعرض الادعاء جميع الأدلة التقنية والفنية التي جُمعت حتى الآن، بما في ذلك تسجيلات المراقبة وتحليل آثار الحمض النووي والعينات الباليستية.
وفي حال وافقت المحكمة على طلب الادعاء، سيتم تصنيف المشتبه به رسميًا كمطلوب على المستوى الدولي، ما يعني أن أي دولة يُلقى القبض عليه فيها ستكون ملزمة قانونا بتسليمه إلى السويد.
غموض ودوافع قيد التحقيق
ورغم أن السلطات لم تربط الجريمة بشكل مباشر بخلفية دينية أو سياسية، إلا أن بعض المحللين يرون أن اغتيال موميكا قد يكون ذا دوافع انتقامية بسبب مواقفه السابقة المثيرة للجدل. في المقابل، لم تؤكد الشرطة هذه الفرضية، متمسكة بالقول إن التحقيق ما زال “في مرحلة جمع الأدلة والربط بين الأحداث”.
المصدر: TV4