تشهد قضية مقتل سلوان موميكا تطورات متسارعة، بعد إعلان الادعاء العام السويدي عن طلب حبس غيابي بحق شاب يبلغ من العمر 24 عامًا يُشتبه في أنه هو من أطلق النار على موميكا وقتله بدم بارد في مدينة سودرتاليه في وقت سابق من هذا العام.
الحادثة التي وُصفت بأنها واحدة من أكثر جرائم القتل إثارة للجدل في السويد، وقعت أواخر شهر يناير داخل شقة في حي هوفسيو (Hovsjö)، حيث كان موميكا يجري بثًا مباشرًا عبر الإنترنت لحظة تعرضه لهجوم مسلح أدى إلى مقتله على الفور بعد إصابته بعدة طلقات في الرأس والصدر.
تحقيقات طويلة تنتهي بتحول مفاجئ
التحقيق بدأ بشكل مكثف فور وقوع الجريمة، وجرى حينها اعتقال خمسة أشخاص، لكنهم أُطلق سراحهم لاحقًا بعد عدم ثبوت أي صلة لهم بالجريمة. وبعد شهور من الجمود، بدا وكأن القضية في طريقها للإغلاق، إذ صرّح المدعي العام سابقًا بأن احتمال التوصل إلى الجاني “ضعيف للغاية”.
لكن يوم الخميس الماضي مثّل نقطة تحول كبيرة، حيث أعلن المدعي العام راسموس أومان أن النيابة تقدمت بطلب حبس غيابي لرجل يبلغ 24 عامًا، مشيرًا إلى أن الجريمة كانت مخططة بعناية ونُفذت بوحشية استثنائية.
وجاء في نص طلب الادعاء الموجه إلى المحكمة أن “الجريمة سبقتها عملية تخطيط دقيقة، وتسببت في معاناة شديدة للضحية، وتمت بطريقة تعكس قسوة كبيرة”.
المشتبه به: سوري الأصل وله سجل حافل بالجرائم
بحسب المعلومات التي حصلت عليها صحيفة إكسبريسن ونقلتها قناة TV4، فإن المشتبه به يحمل الجنسية السورية، وقد دخل السويد عام 2015 كلاجئ مع أسرته، وأقام أولاً في مدينة صغيرة في غرب البلاد، قبل أن ينتقل لاحقًا إلى جنوب ستوكهولم حيث عاش في عدة عناوين مختلفة.
وخلال سنوات إقامته في السويد، أصبح معروفًا لدى الشرطة بتورطه في عدد من الجرائم، معظمها تتعلق بالمخدرات، وقيادة السيارات دون ترخيص، وحيازة سكاكين وأسلحة غير قانونية. كما أظهرت السجلات أنه تقدّم أكثر من مرة بطلب للحصول على الجنسية السويدية لكنه رُفض في جميع المرات بسبب سجله الإجرامي.
محطات من سجل المشتبه به الإجرامي
-
عام 2020: أوقفته الشرطة مرتين في ستوكهولم وهو تحت تأثير المخدرات. وفي إحدى المرات حاول الهروب بسيارة برفقة صديق، لكن تمت ملاحقته والقبض عليه. عُثر في السيارة على مخدرات وفي جيبه على سكين ومسدس صاعق وهمي. حُكم عليه حينها بالسجن المشروط وخدمة مجتمعية.
-
عام 2021: خضع لمطاردة بوليسية في منطقة فاغرستا (Fagersta) بعد أن رفض التوقف عند طلب الشرطة. انتهت المطاردة في غابة حيث عُثر عليه مختبئًا خلف جذع شجرة بعد استدعاء كلب بوليسي. عُثر في السيارة على نحو 100 غرام من الحشيش وسكين، وتمت إدانته لاحقًا بتهم تتعلق بالمخدرات وحيازة السلاح الأبيض.
-
عام 2021 (لاحقًا): تم توقيفه مؤقتًا بشبهة محاولة قتل شخصين، لكنه أُفرج عنه بعد أيام وأُغلقت القضية لعدم كفاية الأدلة.
-
عام 2023: أثناء توجهه إلى مركز المراقبة في غوتنبرغ لقضاء حكم سابق، ضُبطت في حقيبته سكين مخفية بين الملابس. حاول تبريرها بأنها “مستخدمة للصيد”، إلا أنه أُدين مجددًا وغُرّم ماليًا.
فر إلى الخارج والسلطات تطلب توقيفه دوليًا
تؤكد التحقيقات الجديدة أن المشتبه به غادر السويد بعد أيام قليلة من مقتل موميكا، وأن السلطات تعتقد أنه متواجد حاليا في إيران، حيث يُرجح أنه لجأ إلى أقارب له هناك. ونتيجة لذلك، أصدرت النيابة العامة أمر اعتقال دولي بحقه عبر الشرطة الدولية (الإنتربول).
وقال المدعي العام راسموس أومان في تصريحاته:
“حتى اللحظة لا نعرف على وجه الدقة مكان وجوده، لكننا نملك أدلة قوية تقود إليه، وسنعمل مع شركائنا الدوليين لتسليمه إلى السويد”.
عائلة موميكا: “أخيرا العدالة تتحرك”
من جانبها، قالت محامية عائلة موميكا في تصريح لقناة TV4 إن العائلة تشعر بـ”ارتياح جزئي” بعد الإعلان عن الاشتباه الرسمي، مضيفة أن “الخطوة تمثل بداية الأمل في تحقيق العدالة بعد شهور من الصمت والانتظار”.
جلسة قضائية دون حضور المتهم
من المقرر أن تعقد محكمة سودرتاليا جلسة الاستماع يوم الجمعة القادم دون حضور المشتبه به، حيث ستُعرض الأدلة التقنية وشهادات الشهود وتسجيلات المراقبة التي تشير إلى ضلوعه في الجريمة.
وفي حال أيدت المحكمة طلب الادعاء، سيصبح المشتبه به رسميا مطلوبا على المستوى الدولي، وتُرسل مذكرة توقيفه إلى الدول التي يُحتمل أن يتواجد فيها.