تقرير دولي: تسعة من كل عشرة معلمين سويديين راضون عن عملهم رغم الضغوط المتزايدة في المدارس

المدارس السويدية. الصورة: jensengrundskola

دال ميديا: أظهر تقرير جديد صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) ضمن مسح TALIS 2024 أن أكثر من 90٪ من معلمي المدارس الإعدادية في السويد يخططون للبقاء في مهنتهم خلال السنوات الخمس المقبلة، وهي نسبة تعد من الأعلى دوليًا، وتعكس نظرة إيجابية عامة إلى مهنة التعليم في البلاد.

لكن خلف هذه الأرقام المشجعة، لا يزال العديد من المعلمين يشكون من الضغوط النفسية والإدارية، وصعوبة الحفاظ على الهدوء والانضباط داخل الفصول الدراسية.

وقالت آنا كاستبيرغ، مديرة القسم في هيئة التعليم السويدية (Skolverket)، إن مهمة خلق بيئة دراسية مستقرة أصبحت أكثر تعقيدًا مع مرور الوقت:

“العمل على تحقيق الهدوء داخل الصفوف أصبح أكثر تطلباً، وهذا يزيد من مستوى التوتر لدى المعلمين.”

رضا مرتفع رغم التحديات

وفقًا لنتائج الدراسة، فإن 92٪ من معلمي الإعدادية في السويد راضون عن وظائفهم، وهي نسبة مماثلة لمتوسط دول OECD، وثابتة مقارنة بمسح عام 2018. كما لاحظ التقرير أن نظرة المعلمين الإيجابية تجاه مهنتهم تحسنت بمرور الوقت، وفقًا لما أكدت ستيفاني بلينتي، منسقة المشروع في هيئة التعليم السويدية.

ومن بين المؤشرات الإيجابية أيضًا، أن أقل من 10٪ من المعلمين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا يفكرون في ترك المهنة خلال السنوات المقبلة، مقارنة بمتوسط 20٪ في دول منظمة التعاون.

مكانة المهنة ما زالت ضعيفة

ورغم تحسن الانطباع العام، لا يزال مكان المعلم في المجتمع السويدي أقل من المستوى الدولي. إذ يرى فقط 15٪ من المعلمين أن مهنتهم تحظى بتقدير عالٍ في المجتمع، رغم أن هذه النسبة ارتفعت بنحو 10 نقاط مئوية منذ عام 2013.

كما أشار التقرير إلى زيادة نسبة من اختاروا التعليم كـ”خيار مهني أول” من 59٪ عام 2018 إلى 67٪ في مسح 2024.

الإدارة أكبر مصدر للتوتر

ورغم تحسن المؤشرات المهنية، لا يزال التوتر المهني منتشرًا بين المعلمين السويديين. إذ أفاد 44٪ من معلمي الإعدادية بأنهم يشعرون بمستوى مرتفع من الضغط، وهو نفس المعدل المسجل في 2018 ومتوسط دول OECD.
وأوضحت كاستبيرغ أن الإدارة والأعمال الورقية تمثل العامل الأكبر في الضغط النفسي، مشيرةً إلى أن المعلم السويدي يقضي نحو ثلاث ساعات أسبوعيًا في الأعمال الإدارية، وهي مدة أطول مقارنة ببقية الدول الإسكندنافية.

الانضباط والمشكلات السلوكية

ورغم أن 98٪ من المعلمين أكدوا وجود علاقات جيدة مع طلابهم، فإن الفوضى في الصفوف ما زالت تمثل تحديًا دائمًا. إذ قال 17٪ من المعلمين إنهم يفقدون جزءًا كبيرًا من وقت التدريس بسبب السلوك المزعج داخل الصفوف، رغم أن هذه النسبة أقل من متوسط الدول الإسكندنافية.

لكن المقلق في التقرير هو أن 42٪ من مديري المدارس السويدية أفادوا بحدوث حالات تنمر أسبوعيًا، وهي نسبة ضعف متوسط OECD. ومع ذلك، تقول بلينتي إن الدراسات التي تعتمد على آراء الطلاب أنفسهم لا تشير إلى أن السويد تتجاوز المعدل الدولي في هذا الجانب.

ويُعد مسح TALIS أحد أضخم الدراسات العالمية حول ظروف عمل المعلمين، ويُجرى كل خمس سنوات بمشاركة أكثر من 280 ألف معلم ومدير مدرسة حول العالم، منهم آلاف من السويد والدول الإسكندنافية.

المزيد من المواضيع