تنامي تجنيد الفتيات في العصابات الإجرامية بالسويد: المال والنفوذ وراء الانجذاب إلى الجريمة

الشرطة السويدية. أرشيفية. Foto: Aftonbladet

تحقيق جديد يكشف دور الفتيات في الشبكات الإجرامية المتصاعدة

دال ميديا: في ظل تصاعد معدلات العنف والجريمة المنظمة في السويد، يكشف تقرير جديد عن ازدياد استقطاب الفتيات الصغيرات إلى عالم العصابات، حيث لم يعد الأمر مقتصرًا على الفتيان فقط. جوزفين ريستميغي، رئيسة مجموعة الشرطة المحلية، أوضحت أن الفتيات يُجذبن إلى هذه الحياة بسبب أسلوبها المغري وما تحمله من أموال سريعة وسلطة اجتماعية، لكن أدوارهن في الجرائم تختلف عن أدوار الفتيان.

دور الفتيات: تسهيل الجرائم بدلًا من تنفيذها مباشرة

وفقًا لما صرحت به ريستميغي في لقاء على قناة tv4، فإن الفتيات لا ينخرطن بالضرورة في تنفيذ الجرائم بشكل مباشر، بل يعملن كممكّنات للأنشطة الإجرامية. وتوضح:
“غالبًا ما تكون الفتيات مسؤولات عن نقل الأشياء. قد يكون الأمر متعلقًا بنقل سلاح إلى موقع معين في وقت محدد، أو حجز تذاكر قطار أو غرف فندقية لأولئك الذين سيقومون بتنفيذ الجريمة.”

تزايد معدلات العنف وتورط الأطفال

شهد شهر يناير ارتفاعًا غير مسبوق في التفجيرات والهجمات التي هزّت السويد، حيث كشفت تحقيقات اخرى أن العديد من الموقوفين في هذه الجرائم تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عامًا، مما يسلط الضوء على مدى تغلغل العصابات في تجنيد الأطفال.

وتوضح ريستميغي أن عملية استقطاب الفتيات للعصابات تتم بنفس الطريقة المتبعة مع الفتيان، عبر التهديد أو الاستغلال أو الإغراء، مشيرة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا أساسيًا في ذلك.
“أحيانًا تكون الفتاة على علاقة بشاب مجرم، وتنجذب إلى هذا العالم بسبب الحياة الفاخرة التي يعدها بها،” تضيف ريستميغي.

الإغراء الأكبر: المال والسلطة

رغم المخاطر الكبيرة، يبقى العامل المالي المحرك الرئيسي وراء انضمام الفتيات إلى العصابات. تشرح ريستميغي ذلك قائلة:
“المال السريع عامل جذب قوي. يمكن للفتيات شراء أشياء لا يستطيع أو لا يريد الأهل توفيرها لهن.”

تأخر الشرطة في التعامل مع الظاهرة

تعترف ريستميغي أن الشرطة والمجتمع تأخرا كثيرًا في إدراك حجم المشكلة، حيث كان التركيز ينصب بشكل رئيسي على الفتيان، مما جعل الفتيات خارج دائرة الاشتباه.
“أنا سعيدة لأننا بدأنا في الحديث عن دور الفتيات، لكن للأسف، نحن متأخرون جدًا في التعامل مع هذه القضية،” تؤكد المسؤولة الأمنية.

خطوات لحماية المراهقات من السقوط في الجريمة

لمواجهة هذا التهديد المتزايد، تقدم الشرطة السويدية عدة نصائح لأولياء الأمور، من بينها:
✔ متابعة استخدام الأبناء لوسائل التواصل الاجتماعي، والتأكد من طبيعة تواصلهم وعلاقاتهم عبر الإنترنت.
✔ تشجيع الأبناء على الحديث بصراحة عن أي ضغوط يتعرضون لها، من خلال خلق بيئة آمنة للحوار.
✔ إعداد الأبناء لمواجهة محاولات التجنيد من العصابات، عبر تزويدهم بحجج قوية مثل الادعاء بأنهم مراقبون من الشرطة أو أن أهلهم يرفضون ذلك بشدة.
✔ حضور اجتماعات التوعية التي تنظمها الشرطة حول الظاهرة.

كما و يشير التقرير إلى ضرورة زيادة الوعي حول تورط الفتيات في الشبكات الإجرامية، ويدعو إلى بذل جهود أكبر لحمايتهن قبل أن يتعمقن في هذا العالم الخطير. فبينما كان يُنظر إلى العصابات الإجرامية على أنها بيئة يهيمن عليها الذكور، يوضح الواقع الحالي أن الفتيات أصبحن جزءًا أساسيًا من العمليات، وإن كان بطريقة مختلفة. ويظل الحل الأساسي متمثلًا في التدخل المبكر وتوفير بيئات آمنة تمنعهن من السقوط في فخ الجريمة المنظمة.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع