حاولت إيلين ويستفال 23 عاماً و تعمل ممرضة مساعدة في ستوكهولم، إبلاغ الشرطة بانها أضاعت بطاقة هويتها، لكنها لم تستطع الحصول على رد، وعلى هذا الموال استمرت في الاتصال على مدى ثلاثة أشهر، كل يوم من أربع الى خمس ساعات، حتى تنقطع المكالمات في وجهها، في النهاية استسلمت.
وهو ما أظهرته مراجعة قامت بها صحيفة أفتونبلاديت من خلال برنامج ( 200 ثانية) حول مدى صعوبة التواصل مع الشرطة في السويد، حول أمور تتعلق بما يسمى بالجرائم اليومية، وهي التي لا تتعلق بالحياة أو الموت لكنها تكلف المال و تتسبب بالقلق وانعدام الأمان للمواطنين.
من خلال هذا الخط يتم عادة المطالبة بكتابة محضر لدى الشرطة حتى يتم تقديمها للشركات التأمين أو للمؤسسات التي تتطلب إبلاغ الشرطة بها من أجل دفع التعويضات أو تسيير أمور روتينية.
يقول العديد من الأشخاص من خلال التجارب التي مروا بها خلال محاولتهم التواصل مع الشرطة لتحرير محضر معين وفي النهاية ينتهي بهم الأمر في طوابير لا نهاية لها على خطوط الهاتف.
بحسب ما قاله أشخاص عاشوا التجربة في مراجعة الصحيفة، انهم يتفهمون ان الشرطة تكرس كافة مواردها للجرائم الخطيرة، كما انهم يعبرون عن احترامهم الكبير لضباط الشرطة الذين يعملون على مدار الساعة للحفاظ على الأمن، لكنهم لا يستطيعون فهم كيف يتعذر عليهم التواصل مع السلطة التي تدعم المجتمع و يحتاجها الناس للحصول على المساعدة.
بعد عدة ساعات من الانتظار في قائمة الانتظار على الهاتف، تنقطع المكالمات دون سابق إنذار، ومن ثم يبدؤون من جديد ويحاولون التواصل مرة أخرى و لكن الحال يتكرر مرة أخرى بعضها لأيام عديدة والبعض الأخر لأسابيع.
تقول شوروك ليندغرين 57 عاماً، في سبونغا، انها انتظرت في طابور الانتظار على الهاتف لأكثر من 15 ساعة متواصلة فقط للإبلاغ عن فقدانها لوثيقة البطاقة الشخصية لكن من دون جدوى حتى ذهبت في النهاية الى مركز الشرطة، لتقوم بتقديم الطلب لكن بعد محاولات مريرة و التوسل لهم.
تقول ليندغرين، انها بكت كثيرا و كانت حزينة وقد انتظرت لفترة طويلة حتى ساعدتها امرأة في صالة الاستقبال.
انها فضحية في مجتمع يعتمد على التكنولوجيا بكل المقاييس، للأسف على المرء المرور بها فقط من أجل الإبلاغ عن فقدان شيء و الحصول على شيء ليس بذلك القدر من مشكلة التي تتطلب الانتظار لفترات طويلة للحصول على نتيجة، كما تقول شوروك ليندغرين للبرنامج.
بالرجوع الى قصة إيلين ويستفال، التي فقد بطاقة هويتها في الصيف الماضي، تقول انها كانت تخشى ان تكون قد وقعت في يد شخص سيئ و يقوم بانتحال شخصيتها للحصول على قروض من خلالها.
حاولت الفتاة التواصل مع الشرطة من شهر تموز و حتى أيلول، يومياً، كانت تجلس على الهاتف حتى يغلق بشكل تلقائي في وجهها.
تقول ويستفال، ان مركز الشرطة كان مغلقا في الأوقات التي كان بإستطاعاتها الذهاب إليهم، انها تعمل في أوقات النهار و لديها مدرسة، لذلك لم تكن تستطيع الذهاب الى الشرطة في الأوقات المتاحة.
و تضيف انها حاولت التواصل مع الشرطة حتى انتهت صلاحية بطاقتها والتي كانت في شهر ديسمبر، حينها توقفت من تلقاء نفسها، بعد مرور ثلاثة أشهر من المحاولات، كما تقول في المراجعة التي بثها تلفزيون أفتونبلاديت من خلال برنامجها الذي يتناول بعض المشاكل المجتمعية في السويد.