حذاري من خطوة خاطئة.. كيف تتحول شوارع السويد إلى فخ قاتل في الشتاء؟

الانزلاق خلال فصل الشتاء في السويد يكلف المجتمع الكثير.

دال ميديا: في كل عام، يتعرض أكثر من 6,600 شخص في السويد لإصابات خطيرة جراء السقوط على الطرقات الزلقة المغطاة بالثلوج والجليد، مما يكلّف المجتمع 22 مليار كرونة سنويًا. وعلى الرغم من هذه الأرقام الصادمة، لا تُخصص سوى 500 مليون كرونة فقط لمكافحة الانزلاقات وإزالة الثلوج، ما يثير تساؤلات حول أولويات الإنفاق الحكومي.

حادثة مأساوية.. لحظة سقوط غيّرت حياتها

ماريا سوندكفيست، 48 عامًا من مارييفريد، كانت في طريقها إلى المنزل بعد جلسة قهوة مع صديقتها عندما تعرضت لحادث مروع. بمجرد أن وطأت قدمها الأرض، انزلقت فجأة على بقعة جليدية وسقطت بقوة.

“حاولت النهوض، لكن قدمي لم تتحمل، كنت أعرف مباشرة أن العظام قد تحطمت”، تروي ماريا. لم تستطع الحركة، واتصلت بزوجها طالبًا النجدة. عند وصولها إلى المستشفى، أكدت الفحوصات أنها تعرضت لكسر مزدوج في الساق مع أضرار في الكاحل، ما استدعى خضوعها لعملية جراحية والبقاء لأسابيع على كرسي متحرك.

“الألم كان مروعًا، أسوأ حتى من آلام الولادة!” تقول ماريا التي لا تزال تستخدم العكازات خلال فترة التعافي الطويلة.

تكاليف هائلة وإهمال في ميزانيات الحماية

تشير إحصائيات معهد الأبحاث السويدي (VTI) إلى أن الحوادث الناتجة عن الثلوج والجليد تكلف الدولة 22 مليار كرونة سنويًا بسبب الرعاية الطبية، التأهيل، والتأثيرات النفسية والاجتماعية. ومع ذلك، لا تزال ميزانية إزالة الثلوج والحماية من الانزلاقات محدودة للغاية، حيث يتم تقليصها في العديد من البلديات كجزء من خطط التقشف.

“حين تبحث البلديات عن التوفير، فإنها تبدأ عادةً من ميزانية تنظيف الطرقات في الشتاء، وهو أمر كارثي”، تقول الباحثة جيني إريكسون، مشيرةً إلى أن حوادث السقوط لا تقتصر على كبار السن فقط، بل تشمل فئات واسعة من المجتمع، وخاصة النساء بين سن 45-50 عامًا.

تحذيرات من زيادة المخاطر.. والحل في أقدام الجميع!

مع توقعات الطقس القاسي واستمرار الإهمال في تحسين البنية التحتية الشتوية، تحذر ماريا سوندكفيست الجميع من المخاطرة بالسير دون احتياطات، موجهةً نصيحة بسيطة لكنها قد تمنع كوارث: “لا تخرجوا دون استخدام broddar (أحذية مزودة بمسامير مانعة للانزلاق)”.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع