دال ميديا: لم يعد حلم “الفيلا السويدية” – الذي لطالما شكّل رمزًا للاستقرار العائلي والحياة الهادئة – متاحًا سوى لقلة من المحظوظين، بحسب تقرير جديد صادر عن Mäklarsamfundet (رابطة وكلاء العقارات). فوفقًا لما يسمى بـ”مؤشر المطابقة”، فإن غالبية الأسر السويدية اليوم لا تملك القدرة المالية لشراء منزل مستقل، لا في المدن الكبرى فحسب، بل حتى في مناطق بعيدة عنها.
المدير التنفيذي للرابطة، أوسكار أُهولم، عبّر عن قلقه من هذا التحول قائلاً:
“لقد أصبح تحقيق الحلم السويدي التقليدي بامتلاك فيلا أكثر صعوبة من أي وقت مضى، وهذه ليست ظاهرة حضرية فحسب.”
ويُظهر التقرير أن ما يقرب من نصف المناطق التي شملتها الدراسة تُصنف بـ”منخفضة المطابقة”، أي أن الغالبية الساحقة من السكان فيها لا يستطيعون تحمّل تكاليف شراء بيت مستقل أو تغطية مصاريفه الشهرية. الأكثر تضررًا من هذه الأزمة هم الأشخاص في الفئة العمرية بين 30 و45 عامًا – وهي الفئة المعروفة بأنها في مراحل بناء الأسرة.
وفي حين قد يتوقّع البعض أن تكون العاصمة ستوكهولم الأسوأ حالًا، إلا أن التقرير يضع مناطق مثل فيسترنورلاند في الصدارة من حيث فرص التملك، حيث يمكن لـ6 من كل 10 أشخاص شراء فيلا. أما في ستوكهولم، فإن فقط 6% من الأسر العاملة قادرة على الشراء، مقابل 34% فقط من الأسر ذات الدخل الأعلى (الموظفين الإداريين والمهن الحرة). الوضع أسوأ في يوتبوري ومالمو، حيث لا تتجاوز النسبة الإجمالية 10%.
ويشير التقرير إلى أن الأسباب لا تتعلق فقط بارتفاع الأسعار، بل أيضًا بـقواعد الائتمان الصارمة، وانخفاض العرض من الفلل منخفضة التكلفة، مما جعل السوق أقل حركة وأكثر عزلة، خصوصًا مع سيطرة كبار السن على ملكية البيوت المستقلة.
ويضيف أُهولم:
“ما نراه اليوم هو أن الفئة الأكثر ثراءً فقط من جيل الشباب تستطيع تحقيق هذا الحلم. هذه ليست مجرد مسألة عدالة، بل خطر على تماسك سوق الإسكان ككل.”
وبينما يتواصل الجدل حول ضرورة تعديل قوانين التمويل والإقراض العقاري، تُدفع عشرات الآلاف من العائلات إلى حافة العجز السكني، ليبقى حلم المنزل المستقل مجرد صورة مؤطرة على جدران الإعلانات العقارية.
المصدر: tv4