دراسة جديدة تكشف: الحديث مع الغرباء مفيد لعقلك أكثر مما تظن

الحياة الاجتماعية: السر في العلاقات التي تُطيل العمر.© Shutterstock

دال ميديا: تؤكد دراسة جديدة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز أن العوامل التي تجعل الإنسان يعيش حياة أطول ليست في كثرة العلاقات الاجتماعية، بل في جودة الدعم الذي تمنحه تلك العلاقات. فالباحثون يشيرون إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية قوية يعيشون لفترة أطول، في حين يواجه أولئك الذين يعيشون في عزلة خطر تراجع القدرات الإدراكية والموت المبكر.

وتوضح الدراسة أن نوعية العلاقات — لا عددها — هي التي تحدد مدى تأثيرها في طول العمر وجودته. فالعلاقات الجيدة توفر أربعة عناصر رئيسية تساهم في حياة أطول وأكثر سعادة وصحة، وهي: الدعم العاطفي، التحفيز الذهني، المساندة في الأزمات، والتشجيع على نمط حياة صحي.

ويُعد الدعم العاطفي حجر الأساس، إذ يحتاج الإنسان إلى شخص يمكنه التحدث معه ومشاركته همومه ومشكلاته. فغياب هذا النوع من القرب يؤدي إلى شعور بالوحدة والعزلة، وهما عاملان يرتبطان ارتباطًا مباشرًا بزيادة مستويات التوتر والالتهابات الناتجة عنه، مما يجعل الجسم أكثر عرضة لأمراض القلب والسرطان والخرف على المدى الطويل.

أما الدعم العملي فيُعد بدوره عنصرًا حاسمًا في التوازن النفسي، سواء من خلال المساعدة في المهام اليومية أو تقديم العون في المواقف الصعبة مثل فقدان الوظيفة أو مواجهة المرض. وتبيّن أن وجود شبكة من أربعة إلى ستة أشخاص مقرّبين يُعدّ المستوى الأمثل للحصول على دعم متوازن دون الاعتماد الزائد على شخص واحد فقط.

وتشير الدراسة أيضًا إلى أن العلاقات الاجتماعية الإيجابية تحفّز الأفراد على اتباع سلوكيات أكثر صحة، مثل تناول طعام متوازن، والالتزام بالعلاج الطبي عند الحاجة، والاهتمام بالفحوصات الدورية. كما أن المحادثات مع أشخاص خارج الدائرة العائلية أو مع الغرباء تُحفّز الدماغ بشكل أكبر، لأنها تتطلب دقة لغوية وتركيزًا في إيصال الأفكار، مما يسهم في الحفاظ على نشاط الدماغ ومرونته.

ويرى الباحثون أن هذه العوامل الأربعة مجتمعة — الدعم العاطفي، التحفيز الذهني، المساعدة العملية، والتحفيز الصحي — هي مفتاح الحياة الطويلة والسعيدة، بغضّ النظر عن مدى انفتاح الشخص اجتماعيًا أو عدد أصدقائه.

المزيد من المواضيع