دال ميديا: حذرت رئيسة وزراء الدنمارك، ميته فريدريكسن، من أن روسيا قد لا تكتفي بالحرب في أوكرانيا، بل تستعد لمهاجمة مناطق أخرى، مؤكدة أن أوروبا تواجه تحديًا أمنيًا غير مسبوق يستدعي استجابة سريعة. في تصريحاتها لوكالة الأنباء السويدية، أكدت أن الوضع الحالي لم يعد يشبه الحرب الباردة، بل أصبح أقرب إلى “حرب ساخنة” تتطلب استعدادًا مختلفًا من الدول الأوروبية.
منذ اندلاع الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ثلاث سنوات، كانت الدنمارك من بين الدول الأوروبية الأكثر دعمًا لكييف. ومع ذلك، ترى فريدريكسن أن مجرد تخصيص ثلاثة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري لن يكون كافيًا، مشيرة إلى ضرورة أن تعمل أوروبا على تعزيز دفاعاتها بشكل سريع وفعال. وأكدت أن جوهر التحالف داخل الناتو يكمن في القدرة الجماعية على التصدي للتهديدات، وهو ما يتطلب أن تسرع الدول الأوروبية في تطوير إمكانياتها العسكرية دون الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة.
أشارت رئيسة الوزراء إلى التحديات التي فرضها الغموض المتزايد حول الموقف الأمريكي من الأمن الأوروبي، مؤكدة أهمية الحفاظ على وحدة العلاقات عبر الأطلسي. وأوضحت أن هناك حوارًا مستمرًا بين الدنمارك والولايات المتحدة بشأن التعاون الأمني، خاصة فيما يتعلق بغرينلاند، لكنها امتنعت عن تقديم تفاصيل إضافية حول هذا الملف.
في سياق حديثها عن روسيا، شددت فريدريكسن على أن موسكو قامت بتحويل اقتصادها بالكامل إلى اقتصاد حرب، وأن الأحلام الإمبريالية لا تزال تهيمن على سياساتها، ما يجعل من الضروري أن تستعد أوروبا لسيناريوهات التصعيد. ورغم أنها لم تذكر معلومات استخباراتية محددة عن الأهداف الروسية التالية، إلا أنها أكدت أن احتمال توسع روسيا عسكريًا في أماكن أخرى بات سيناريو يجب التعامل معه بجدية.
أكدت فريدريكسن أن قدرة أوروبا على مواجهة هذا التهديد تعتمد بشكل أساسي على سرعة إعادة تسليحها وتعزيز صناعاتها الدفاعية. وأشارت إلى أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة، حيث يجب على الاتحاد الأوروبي اتخاذ قرارات مهمة خلال الربيع المقبل تتعلق بزيادة الموازنات الدفاعية وتحسين القدرة التنافسية العسكرية للقارة. كما أوضحت أن هناك نقاشات مستمرة حول طبيعة الضمانات الأمنية التي يمكن تقديمها لأوكرانيا، بما في ذلك إمكانية نشر قوات حفظ سلام دولية في حال التوصل إلى اتفاق سلام مستقبلي.
رأت رئيسة الوزراء الدنماركية أن الخيار الأمثل لضمان أمن أوكرانيا هو انضمامها إلى الناتو، لكنها أضافت أن هناك خيارات أخرى مطروحة، مثل تعزيز الوجود العسكري الغربي في البلاد أو توفير ضمانات أمنية متعددة المستويات. وأكدت في الوقت ذاته على أهمية الحذر في التعامل مع روسيا، محذرة من الرهان على أي وعود تقدمها موسكو.
مع تصاعد التوترات الدولية، باتت أوروبا أمام خيارات مصيرية تتطلب قرارات سريعة لمواجهة التحديات الأمنية القادمة. بينما تتجه الأنظار نحو المستقبل، يبقى السؤال الأبرز: هل تستطيع الدول الأوروبية التحرك بالسرعة المطلوبة قبل أن تجد نفسها أمام واقع جديد أكثر تعقيدًا؟