رحلةٌ تنتهي: راديو السويد يُسدِل الستار على قسم اللغة الكردية بعد 30 عامًا من البثّ
في 15 نوفمبر 2023، اتخذت هيئة الإذاعة السويدية (Sveriges Radio) قرارًا أثار موجةً من الجدل، تمثّل بإغلاق قسم اللغة الكردية الى جانب اللغة الروسية والتغرينية، في الاول من نيسان 2024، الذي كان يزخر ببرامجٍ ثقافية وسياسية واجتماعية، ويُلامس هموم الجالية الكردية في السويد على مدار 30 عامًا.
انطلق بثّ برامج قسم اللغة الكردية في عام 1993، ليكون بمثابة جسرٍ ثقافيّ يربط الجالية الكردية في السويد بوطنهم الأمّ. تميّز القسم بتقديمه لبرامج متنوّعة تشمل الأخبار والموسيقى والتحليلات السياسية، فضلًا عن برامج ثقافية تُعرّف المُستمعين على الثقافة الكردية العريقة.
تغيّراتٌ في سلوك الاستماع:
وبرّرت هيئة الإذاعة السويدية قرارها بالعديد من العوامل، أهمّها انخفاض عدد المُستمعين لقسم اللغة الكردية في السنوات الأخيرة. وأشارت الهيئة إلى تغيّراتٍ طرأت على سلوك الاستماع، حيث يُفضّل الناس البرامج المُقدّمة عبر الإنترنت أو البودكاست. لكن السبب الأساسي لهذا القرار هو اقتصادي بحت حيث يتعين على الإذاعة السويدية توفير ما يقرب من ربع مليار كرونة من نفقاتها حتى تتمكن من الاستمرارية بحسب تصريحات المسؤولين.
ردود الفعل:
قوبل القرار بانتقاداتٍ شديدة من قبل الجالية الكردية في السويد، الذين اعتبروه خطوةً غير مقبولة تُهمّش ثقافتهم ولغتهم. وعبّر الكثيرون عن خيبة أملهم وفقدانهم لوسيلة إعلامية هامّة تُمثّل صوتهم في السويد.
من جهةٍ أخرى، اعتبر بعض الخبراء أن قرار إغلاق قسم اللغة الكردية كان صعبًا، لكنه كان ضروريًا لضمان استمرار هيئة الإذاعة السويدية في تقديم خدمات عالية الجودة لجمهورها.
إخطارات بالفصل
وقالت الرئيسة التنفيذية لهيئة الإذاعة السويدية، سيلا بنكو، انهم قرروا فصل مائة موظف ايضا بسبب الوضع الاقتصادي السيئ الذي تعاني منه الإذاعة، مشيرة الى انه إذا كان من المفترض توفير ما يقرب من ربع مليار كرونة، فسوف يتطلب ذلك تسريح بعض الموظفين، وأن ذلك سيؤثر على الجمهور. مع العلم ان عدد موظفي الإذاعة السويدية هو حوالي 2000 موظف، وفقا لتقرير راديو السويد.
المصدر: sverigesradio، dn