حذرت القوات المسلحة السويدية، في وثيقة لها من أن السويد قد تواجه خطراً كبيراً في حال انضمام فنلندا لوحدها للناتو، حيث ستصبح السويد وبحر البلطيق هدفا للسيطرة عليها من قبل الروس من جهة وحلف الناتو من جهة أخرى اذا ما قامت حرب في المنطقة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة إكسبريسن.
في وثيقة حذرت القوات المسلحة السويدية، من ان الأمر قد ينتهي بالسويد في وضع خطير لا يحسد عليه في حال انضمام فنلندا لوحدها الى حلف الناتو.
حيث لم يكن في الفيتو التركي ضد السويد جزءاً من أي تخطيط دفاعي سويدي، عندما تمت دعوتها و فنلندا الى عملية الانضمام الرسمية في الربيع الماضي.
أحد السيناريوهات التي رسمها ماغنوس كريستيانسون، كبير المحاضرين في قسم العلوم العسكرية في أكاديمية الدفاع السويدية، هي المخاوف من عدم فوز أردوغان في الانتخابات التركية والتي ستتسبب في اضطرابات سياسية داخلية تؤثر على المصادقة على عضوية السويد في حلف الناتو.
الشيء الآخر هو ان أردوغان سوف يفوز في الانتخابات التركية، حينها سيصعّب على الناتو غض الطرف عن هذا الأمر – مع وجود المسائل الشرعية حول الانتخابات التركية والتي بدورها قد تثير التساؤلات و تتسبب في تشققات داخل التحالف الغربي العسكري فيما يتعلق بالأوضاع التركية.
وفقا لماغنوس كريستيانسون، قد يكون هناك سيناريو آخر اذا أصيبت الحكومة التركية الجديدة بعدوى الضغط المرتفع بشأن حادثة حرق القرآن، حيث سيكون من الصعب حينها ان تغير موفقها بالكامل و تعطي الضوء الأخضر للسويد للمرور الى حلف الناتو.
من الناحية العملية تعتمد المخططات العسكرية السويدية اليوم على انضمام البلاد الى الناتو. السويد تشكل قطعة اللغز في الدفاع الشامل لحلف الناتو عن نصف الكرة الشمالية مع النرويج و السويد وفنلندا معاً، كما تشمل الخطط كلاً من الوحدات التعاونية والوحدات المشتركة.
ستكون الأراضي السويدية ايضا ذات أهمية كبيرة لدفاع الحلف عن فنلندا و دول البلطيق. كما ان انضمام السويد الى الناتو سيغير شروط الدفاع عن شمال النرويج، والتحكم في الاتصالات البحرية في بحر الشمال و مداخل بحر البلطيق، كما يقول اللواء توماس نيلسون، في وقت سابق.
وعلى الرغم من التعنت التركي و التوتر الحاصل مع السويد و محاولات الناتو في هذا الأمر، و وصول المفاوضات الى طريق مسدود، استمر التخطيط العسكري في السويد على أساس انضمامها الى الناتو.
كارثة تنتظر السويد
تقول الصحيفة نقلا عن ذوي النفوذ العسكري في القوات العسكرية السويدية، ان الأمر سيكون بمثابة كابوس “محض” اذا ما تم استبعاد السويد من الحلف، بل وحتى كارثة ستحل بالسويد وهو ما يتمناه بوتين، كما يقول أحد الشخصيات العسكرية الرفيعة في السويد.
ويتابع المصدر، انهم يمتلكون ضمانات من المملكة المتحدة فيما يتعلق بالدعم العسكري اذا ما تعرضت السويد الى هجوم، لكن الأمر يختلف عن الدعم الكامل لحلف الناتو عندما تكون السويد جزء من منها.
و يقول ايضا، بانه اذا ما أصبحت فنلندا عضوة في الناتو، عندها ستنهار كل ما تم التحضير له من استراتيجيات الدفاع مع الدول الأخرى. كما ستصبح السويد هدفا سيرغب كل من روسيا و الناتو السيطرة عليها من أجل تسيير عملياتها العسكرية.