أعلن أعضاء اتحاد سيارات الأجرة Taxiunionen في السويد عن بدء إضراب مفتوح ضد شركات الأجرة Uber وBolt، مشيرين إلى الظروف القاسية التي يعاني منها السائقون بسبب الرسوم العالية والأسعار المنخفضة المفروضة من قبل هذه الشركات. يتهم السائقون الشركات بفرض واقع عمل غير إنساني يجبرهم على العمل لساعات طويلة تصل إلى 90 ساعة أسبوعيًا من أجل تأمين دخل يكفيهم لتغطية احتياجاتهم اليومية.

جون فان دينثر، عضو مجلس إدارة Taxiunionen، قال في تصريحات صحفية: “هذه الظروف تضع السائقين في حالة تشبه العبودية الحديثة. السائقون يعتمدون بشكل كبير على هذه الشركات، ولكنهم يجدون أنفسهم في مواقف صعبة للغاية”.

الإضراب يبدأ من مطار أرلاندا

ووفقًا لبيان صادر عن Taxiunionen، فإن الإضراب سيشمل جميع الرحلات من وإلى مطار أرلاندا كل يوم إثنين، ابتداءً من 21 أكتوبر/تشرين الأول. الهدف من الإضراب هو الضغط على الجهات المعنية، خاصة شركة Swedavia الحكومية التي تدير المطارات السويدية، للتدخل في شروط عمل الشركات الدولية مثل Uber وBolt.

وأضاف نصار خان، رئيس Taxiunionen: “نحن نخسر المال يوميًا بسبب الرسوم المرتفعة التي تفرضها الشركات. الكثير من السائقين لا يمتلكون خيارات أخرى، فقد استثمروا في شراء سيارات وتأسيس شركات خاصة، وليس لديهم أي مؤهلات أخرى تمكنهم من العمل خارج هذا المجال”.

مطالب بتخفيض الرسوم واعتراف بالشراكة

تتراوح نسبة الرسوم التي تقتطعها شركات Uber وBolt من أرباح السائقين بين 25% و35%. وتطالب Taxiunionen بتخفيض هذه النسبة إلى 15% فقط، بالإضافة إلى الاعتراف بالسائقين كشركاء حقيقيين في اتخاذ القرارات التي تؤثر على عملهم اليومي.

ويأتي هذا الإضراب في أعقاب احتجاجات مماثلة عام 2022، حينما طالب السائقون الشركات برفع أسعار الرحلات وتقليل نسبة العمولة. لكن رغم الاحتجاجات، لم تطرأ تغييرات كبيرة على سياسات الشركات تجاه السائقين، ما دفعهم هذه المرة للعودة إلى الشوارع والتصعيد.

جون فان دينثر أوضح: “لقد قمنا بدراسة أوضاع السائقين، وتوصلنا إلى أن السائق بحاجة إلى زيادة عدد الرحلات بنسبة 80% تقريبًا ليحصل على دخل يعادل ما يحصل عليه سائق الأجرة العادي. نحن نعمل لأسابيع طويلة ولساعات تتجاوز 60 إلى 70 ساعة مقابل دخل لا يغطي الحد الأدنى للاحتياجات”.

الظروف القاسية تجبر السائقين على النوم في سياراتهم

كشف ممثلو Taxiunionen أن العديد من السائقين يجدون أنفسهم مضطرين للنوم في سياراتهم بسبب الإرهاق الشديد الناجم عن العمل لساعات طويلة. وقال جون فان دينثر: “كثير من السائقين يأخذون قسطًا من الراحة في سياراتهم قبل العودة للعمل مجددًا. هؤلاء السائقون يعانون من ظروف عمل لا تُحتمل، ما يدفعهم أحيانًا إلى النوم في سياراتهم للحفاظ على استمراريتهم في العمل”.

انتقادات لشركة Swedavia ودعوة لتدخل السلطات

وجه نصار خان انتقادات لاذعة لشركة سويدافيا Swedavia، قائلاً إنه من غير المقبول أن تسمح هذه الشركة الحكومية لشركات مثل Uber وBolt بالعمل في مطار أرلاندا تحت هذه الظروف الصعبة. وأضاف خان: “هذه الشركات تستغل ثغرات قانونية، لأن السائقين يعملون عبر شركاتهم الخاصة وليس كموظفين مباشرين. لم نعد نحتمل هذا الوضع، ويجب على السياسيين أن يتدخلوا لحل الأزمة”.

حتى الآن، لم تصدر أي تصريحات رسمية من قبل Uber أو Bolt رغم محاولات التواصل معهما للحصول على تعليق حول الإضراب.

المصدر: tv4