دال ميديا: في واحدة من أبرز موجات الاحتجاج داخل السجون السويدية هذا العام، أعلن أكثر من 100 نزيل في سجن تيداهولم (Tidaholmsanstalten) دخولهم في إضراب عن العمل، احتجاجًا على تقلص حجم وجبات الطعام، وتغيّر مكوناتها، بالإضافة إلى تقليص أوقات الزيارة.
الاحتجاج، الذي بدأ مطلع الأسبوع الجاري، شمل خمسًا من أصل ثماني وحدات داخل السجن الذي يُصنف كمنشأة من الدرجة الأولى، ويؤوي سجناء يقضون أحكامًا طويلة.
“الإضراب بطريقة السجون”: لا عمل، لا طعام كافٍ
بحسب نائب مدير السجن، يسبر كارلمان، فإن الإضراب يتم بالطريقة التقليدية داخل السجون: يرفض السجناء المشاركة في أعمالهم اليومية و يقومون بـ”التمارض” للتغيب عن الأنشطة الإجبارية، وهي وسيلة ضغط معروفة في نظام العقوبات السويدي.
“إنهم لا يذهبون إلى وظائفهم داخل السجن. هذا شكل كلاسيكي من أشكال الاحتجاج في مثل هذه البيئات”، يقول كارلمان في تصريح لقناة TV4.
وجبة بـ58 كرونة فقط
النقطة الأساسية في الاحتجاج تتعلق بتقليص وجبات الطعام وتبديل مكوناتها. فوفقًا للوائح، يحصل كل نزيل على ميزانية طعام يومية مقدارها 58 كرونة (حوالي 5 يورو)، تشمل الإفطار والغداء والعشاء ووجبة خفيفة.
لكن مع الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية في السويد، يقول كارلمان إن الميزانية بالكاد تكفي لتوفير وجبات متوازنة، ما أجبر المطبخ على اللجوء إلى حلول “إبداعية”، أحيانًا على حساب الكمية أو التنوع.
“الأمر أصبح صعبًا للغاية. لم تعد الأسعار كما كانت، خاصةً بالنسبة لمن لم يشترِ شيئًا من المتجر منذ سنوات”، يوضح كارلمان.
من يقرر فطور السجناء؟
من بين مطالب السجناء، بحسب إدارة السجن، هو إعادة النظر في نوعية مكونات وجبة الإفطار. السجناء يطالبون بـ”أقل من الخبز، وأكثر من اللبن والحليب والبيض”، حسب وصف الإدارة، ويتم التفاوض معهم حاليًا ضمن الإمكانيات المتاحة.
الزيارات أيضًا في مرمى الاحتجاج
لم تتوقف مطالب السجناء عند الطعام. فقد عبروا عن استيائهم من تقليص وقت الزيارة، حيث تم حذف ساعة كاملة من الزيارات العائليةبسبب أعمال البناء داخل السجن لتوسيع طاقته الاستيعابية، ما أثر على جدول الزيارات.
“التوقيت لم يكن مثاليًا، ونعمل على إيجاد حل لإعادة تلك الساعة المفقودة مستقبلًا”، قال كارلمان.
سجن تيدهولم في حالة “تأهب إداري”
بسبب الإضراب، رفعت إدارة سجن تيدهولم حالة العمل إلى وضعية “stabsläge”، أي التأهب الإداري الكامل، لمراقبة الوضع ومنع تفاقمه. ورغم ذلك، أكدت الإدارة أن الحوار مع السجناء يسير بهدوء وبدون توترات.
“لدينا بيئة حوار جيدة، وهذا يساعد كثيرًا على إبقاء الأمور تحت السيطرة”، بحسب نائب مدير السجن.
متى ينتهي الإضراب؟
لا أحد يملك الإجابة الدقيقة. كارلمان نفسه يقول:
“قد ينتهي الليلة، أو قد يستمر لأسابيع… لا أحد يعرف بالضبط.”
المصدر: TV4
