دال ميديا: بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الاشتباكات التي حاصرت سد تشرين الاستراتيجي وجعلته على شفير الخطر، أعلنت الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا اليوم الاثنين انتهاء الأعمال العسكرية في محيط السد، مع الاحتفاظ بدرجات “تأهب قصوى” لأي طارئ.
في بيان رسمي، أكدت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أنها نجحت في حماية السد، معتبرة إياه “رمزًا وطنيًا ومعقلًا للصمود في وجه الأطماع التركية”.
من ساحات القتال إلى طاولات التفاوض
سد تشرين، الواقع جنوب شرق منبج وعلى بعد نحو 80 كيلومترًا من الحدود التركية، كان مسرحًا لمعارك ضارية خلال الأشهر الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين قسد ومجموعات مسلحة مدعومة من أنقرة بمحاولة السيطرة على المنطقة الحيوية.
لكن الدخان تراجع حين قررت دمشق وقسد الدخول في مفاوضات جادة، أفضت إلى اتفاق مفصلي تم توقيعه منتصف مارس الماضي في العاصمة السورية.
أبرز ملامح الاتفاق؟
-
وقف إطلاق نار شامل في محيط السد والمنطقة المحيطة.
-
تحييد السد وتسليمه لإدارة مدنية وفنية.
-
دمج وحدات قسد ضمن الجيش والقوى الأمنية الرسمية السورية، وفقاً للاتفاق الذي حمل توقيع الرئيس السوري أحمد الشرع من جهة، وقائد قسد مظلوم عبدي من الجهة الأخرى.
ومنذ أواخر الشهر الماضي، بدأت القوات الحكومية السورية بإقامة نقاط عسكرية على أطراف السد، في خطوة لتأمينه ومنع تكرار سيناريوهات الفوضى.
سد تشرين… من خزان للطاقة إلى خزان للرمزية
في ظل غليان شمال سوريا، يبدو أن سد تشرين لم يعد مجرد مرفق حيوي لإنتاج الكهرباء والمياه، بل تحول إلى شاهد حجري على صراع النفوذ والأطماع الإقليمية… قبل أن يتجلى أخيرًا كميدان نادر للتفاهم السياسي.
وإن كانت البنادق قد صمتت في تشرين، يبقى السؤال مطروحًا:
هل سيصمد الاتفاق طويلًا… أم أن رياح الأطماع ستعود لتعصف بجدران السد؟