دال ميديا: سوريا تفتح صناديق الاقتراع لأول مرة منذ الإطاحة بالنظام السابق، لكنّ المشهد لم يكتمل.
ففي حين توجّه الناخبون صباح الأحد إلى مراكز الاقتراع في معظم المحافظات السورية لاختيار أعضاء البرلمان الجديد، غابت الانتخابات تمامًا عن محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، وكذلك عن مناطق الإدارة الذاتية الكردية في شمال البلاد، حيث لم تُفتح أي مراكز اقتراع.
اللجنة العليا للانتخابات أعلنت أن التصويت سيستمر حتى الساعة الثانية عشرة ظهرًا، مع احتمال التمديد حتى الرابعة مساءً في بعض المناطق، وسط إجراءات أمنية مشددة ومشاركة محدودة في بعض المدن.
ويخوض المنافسة نحو 1570 مرشحًا يتنافسون على مقاعد مجلس الشعب في انتخابات وصفتها السلطات بأنها “مرحلة انتقالية نحو مؤسسات دستورية جديدة”، بينما شكّك مراقبون مستقلون في نزاهتها وشفافيتها، خاصة مع غياب رقابة دولية حقيقية على سير العملية الانتخابية.
اللافت في هذا الاستحقاق هو ترشيح الحاخام السوري-الأمريكي هنري يوسف حمرة عن دمشق، ليكون بذلك أول مرشح يهودي في انتخابات سورية منذ أكثر من نصف قرن، في خطوة اعتبرها البعض رمزية تهدف إلى إظهار انفتاح سياسي بعد عقود من الإقصاء.
ورغم الزخم الرسمي، بدت المشاركة ضعيفة في بعض المناطق التي تشهد تدهورًا اقتصاديًا وأزمات معيشية خانقة. كثير من الناخبين عبّروا عن عدم ثقتهم بجدوى العملية السياسية في ظل استمرار غياب الأمن والخدمات الأساسية.
أما في السويداء، فقد خلت الشوارع من أي مظاهر انتخابية، إذ أعلن الحراك المدني هناك مقاطعته الكاملة للانتخابات، مؤكدًا أن “أي عملية سياسية لا تعالج جذور الأزمة وتضمن تمثيلًا حقيقيًا لكل المكونات، هي إعادة تدوير للمشهد ذاته بأسماء جديدة”.
في المقابل، قالت اللجنة الانتخابية إن الانتخابات تجري وفق الدستور الانتقالي، وأن عملية الاقتراع تشمل انتخاب جزء من أعضاء البرلمان، فيما يُعيَّن الباقون من قبل الرئيس المؤقت أحمد الشرع إلى حين إقرار الدستور الدائم.
ومع انقسام المشهد بين مناطق تصوّت وأخرى تمتنع أو تُستثنى، يرى محللون أن هذه الانتخابات لا تغيّر كثيرًا في الواقع السوري الراهن، لكنها تعكس رغبة السلطة الانتقالية في إضفاء مظهر الاستقرار المؤسسي في مرحلة ما بعد النظام السابق، رغم أن البلاد لا تزال غارقة في ملفات الحرب والاقتصاد والانقسام السياسي.