صفقة بحرية استراتيجية: هل تختار السويد بريطانيا أم فرنسا أم إسبانيا أم الصناعة المحلية؟

صفقات اسلحة جديدة لتقوية الجيش السويدي. Foto: SVT

دال ميديا: تسابق أربع شركات أوروبية كبرى على الفوز بصفقة بناء أربع فرقاطات جديدة للبحرية السويدية، في مشروع يُوصف بأنه أحد أكبر مشتريات الدفاع البحري في تاريخ البلاد، وتقدّر قيمته بمليارات الدولارات. وبحسب معلومات حصلت عليها SVT، فإن المشروع دخل حالياً مرحلته «النهائية الحرجة»، مع زيارة وفود من هيئة المشتريات الدفاعية FMV لعدة أحواض بناء في أوروبا خلال الأشهر الماضية.

الفرقاطات الجديدة، التي ستكون من فئة «لوله ليو-كلاس»، من المتوقع أن تكون أطول وأكثر قدرة دفاعية من السفن الحالية، خصوصاً فيما يتعلق بأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة. وتشير المعلومات إلى أن كل سفينة سيبلغ ثمنها «عدداً من المليارات بالرقم المزدوج»، ما يجعل إجمالي الصفقة ضخماً على مستوى الدفاع الأوروبي.

المنافسة حالياً محصورة بين أربع شركات: Naval Group الفرنسية، Navantia الإسبانية، Babcock البريطانية، وSaab Kockums السويدية. وتؤكد الشركات الأربع أنها قدمت أفضل ما لديها لتلبية احتياجات البحرية السويدية، فيما تشير رسائل متبادلة بين FMV وهذه الشركات إلى أن المنافسة وصلت إلى مرحلتها الأخيرة.

شركة Saab Kockums أكدت أنها قدمت عرضاً يعتمد على خبرتها الطويلة مع البحرية السويدية، بينما برزت الشركة الإسبانية Navantia كـ«مفاجأة بارزة» بعد أن عرضت تصميمًا مخصصًا للسويد، واقترحت تسليم أول سفينتين عام 2030 والأخريين عام 2031. وتقول الشركة إنها واثقة من قدرتها على الالتزام بالجداول الزمنية.

أما البريطانية Babcock، التي تصنع فرقاطات Type 31، فقد رفضت الكشف عن تفاصيل عرضها، إلا أن تقارير بريطانية تشير إلى أنها أحد الخيارات الرئيسية، خصوصاً في ظل رغبة السويد بتعزيز علاقاتها العسكرية مع المملكة المتحدة. ومن جانبها، تُقدّم Naval Group الفرنسية عرضاً كاملاً يعتمد على فرقاطتها FDI الحديثة، مع إمكانية تسليم سفينتين بحلول عام 2030.

داخل السويد، تتابع الحكومة الملف عن قرب، إذ تتعامل معه الوزارات المعنية باعتباره قراراً ذا أبعاد سياسية وأمنية تتجاوز الجانب الصناعي. وتوضح مصادر مطّلعة أن الصفقة «تتعلق بتعاون بين الدول» وتشمل مداولات حول الأمن الإقليمي وصفقات متبادلة محتملة.

الحكومة السويدية تتوقع اتخاذ قرار نهائي قبل نهاية العام أو في مطلع العام المقبل، بهدف بدء الإنتاج سريعاً والوصول إلى عمليات التسليم بحلول 2030. ويؤكد وزير الدفاع بول يونسون أن عنصر السرعة أصبح حاسماً، في ظل إعادة روسيا بناء قوتها العسكرية واستمرار انشغالها في أوكرانيا. وبحسب يونسون، فإن الوقت الحالي يمثل «نافذة فرصة» لتعزيز القدرات الدفاعية السويدية قبل أن يتغير الوضع الأمني في أوروبا.

الشركات المتنافسة على بناء الفئة الجديدة من الفرقاطات:

  • Naval Group (فرنسا): تقدم نسخة من فرقاطتها FDI، مع إمكانية تسليم سفينتين بحلول 2030، وقد يترافق العرض مع بحث تعاون أعمق في قطاع الطائرات Gripen.

  • Navantia (إسبانيا): تقدم فئة Alfa 4000 المبنية على تصميم F110، وتؤكد قدرتها على تسليم سريع، كما تقترح التعاون مع Saab كمورّد رئيسي.

  • Babcock (بريطانيا): تقدم فرقاطة Type 31، ويُنظر إلى خيارها باعتباره منسجماً مع رغبة السويد بتوثيق التعاون الدفاعي مع بريطانيا.

  • Saab Kockums (السويد): تشارك بعرض مشترك مع Babcock يتضمن تصنيع الهياكل في بريطانيا مع تجهيز السفن سويدياً.

المصدر: SVT Nyheter

المزيد من المواضيع