دال ميديا: في واحدة من أكثر القضايا الطبية والجنائية إثارة للغضب في السويد، وُجهت هذا الأسبوع تهم رسمية ضد طبيب يُشتبه في اغتصابه لثمانية شبان خلال فحوصات طبية أجريت في مراكز صحية في أوبسالا ومنطقة ستوكهولم.
الطبيب، الذي لم يُكشف عن اسمه لدواعٍ قانونية، يُشتبه في ارتكابه تسع جرائم اغتصاب خلال مواقف يفترض أن يسودها الثقة والرعاية الطبية، بحسب ما أفاد الادعاء العام.
“شعرت بالخوف، ولم أعرف كيف أتصرف”
وفقًا لتحقيقات الشرطة وشهادات الضحايا التي حصلت عليها قناة TV4، تتشابه روايات الشبان في تفاصيلها. في واحدة من الشهادات، يقول أحد الضحايا:
“كنت خائفًا عندما بدأ بتدليك المنطقة الحميمة. لم يقل شيئًا… فقط نظرته كانت مركّزة بشكل مخيف. لم أستطع التصرف، لم أستطع حتى التحدث في الاستقبال بعد ذلك. شعرت أنني المخطئ.”
شاب آخر، كان يعيش في منزل رعاية عائلية وقت وقوع الاعتداء، قال إنه شعر بالذعر ولم يكن قادرًا حتى على رفع صوته أو الاحتجاج. وأوضح أنه بعد الحادثة، دخل في حالة نفسية سيئة للغاية، أدت إلى محاولات انتحار متعددة.
“اعتقدت أن ما حدث كان خطئي أنا”، قال باكياً خلال الاستجواب.
تكرار النمط… وانهيار الثقة
المحققون لاحظوا تشابهًا واضحًا بين الشهادات: صمت الطبيب، لمس غير مبرر، فحوصات مطولة دون تفسير، وحالة من الذعر والصمت من قبل الضحايا الذين لم يجرؤوا على الاعتراض.
“هؤلاء الشبان وثقوا بالطبيب بوصفه سلطة طبية… لكنهم أدركوا لاحقًا أن ما حصل غير طبيعي”، صرح المدعي العام غونار برودينلـ Läkartidningen.
سلوك “غير مبرر طبيًا” بحسب الخبراء
رغم إنكار الطبيب جميع التهم، مدعيًا أن كل ما فعله كان “ضمن الفحوصات الطبية المعتادة”، إلا أن خبراء مختصين في المسالك البولية والصحة الجنسية أبلغوا الادعاء بأن التصرفات التي قام بها الطبيب لا تمت بصلة إلى أي إجراء طبي ضروري، مما عزز ملف التهم ضده.
فُصل من عمله وتم توقيفه
في ديسمبر الماضي، تم فصل الطبيب من عمله فور بدء التحقيقات، ومنذ فبراير، تم حبسه احتياطيًا بقرار من المحكمة.
ولا تزال التحقيقات جارية، في وقت يطالب فيه الضحايا ومحاموهم بـ”محاسبة شاملة وعدالة حقيقية”.