دال ميديا: في خطوة استخبارية معقّدة، أعلنت إسرائيل عن نجاح عملية سرية نفذها الموساد بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي لاستعادة رفات الجندي تسفيكا فيلدمان، الذي قُتل في معركة السلطان يعقوب خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، في عمق الأراضي السورية.

“عملية مثمرة وشاملة”… ولكن بلا تفاصيل

وصف بيان مشترك للموساد والجيش العملية بأنها “مثمرة وشاملة”، جرت بعد عقود من العمل الاستخباري المتواصل لتحديد مكان دفن الجندي، الذي قُتل قبل أكثر من أربعة عقود في معركة السلطان يعقوب، شرق لبنان، في منطقة البقاع.

“عملية خاصة أعادت إلى الوطن رفات تسفيكا فيلدمان”، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيدًا بـ”شجاعة وعزيمة الأجهزة الأمنية”.

وبحسب البيان، جرت فحوصات جينية في المركز التابع للحاخامية العسكرية بعد استعادة الجثمان، وتم إبلاغ عائلة الجندي شخصيًامن قبل رئيس الوزراء.

لم يُكشف عن كيفية التنفيذ… والنظام السوري خارج الصورة

رغم الإشادة الواسعة داخل إسرائيل، لم يتم الكشف عن تفاصيل العملية، ولا عن الجهة التي كانت تحتفظ بالرفات أو كيفية الوصول إليها، سوى أنها تمت في “العمق السوري”.

مصادر عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي أكدت أن النظام السوري لم يكن طرفًا في العملية، مضيفة أن الجهود لاكتشاف موقع الجثمان بدأت في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.

المعارضة تُعلّق: لا تنتظروا 42 عامًا مع غزة

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد علّق قائلًا إن “استعادة رفات فيلدمان خطوة إنسانية مهمة”، لكنه دعا الحكومة لعدم تكرار نفس السيناريو مع الجنود المفقودين في قطاع غزة.

وكانت إسرائيل قد استعادت في عام 2019 رفات الجندي زخاريا باوميل، الذي قُتل في المعركة نفسها، ضمن عملية مشابهة.

من هو تسفيكا فيلدمان؟

فيلدمان كان جنديًا برتبة “مساعد”، أحد ثلاثة جنود إسرائيليين فُقدوا في معركة السلطان يعقوب في 11 يونيو 1982، وهي إحدى أكثر المعارك دموية خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، حيث واجه الجيش الإسرائيلي مقاومة شرسة من قوات فلسطينية وسورية، أدت إلى مقتل 21 جنديًا إسرائيليًا وفقدان أثر عدة جنود.

معركة السلطان يعقوب بقيت رمزًا لفشل استخباراتي وتكتيكي إسرائيلي، ومرجعًا دائمًا في ملف الجنود المفقودين.