فازت دانا بكر، تلميذة تبلغ من العمر 11 عامًا من مدرسة “تاننبوش” الثانوية، بمسابقة القراءة في مدينة بون الألمانية. أثارت إعجاب الجمهور ولجنة التحكيم بالنص الذي قرأته من كتاب ألماني بعنوان “Unten” للكاتبة Maja Ilisch.
وتمكنت دانا من التفوق على طلبة من 21 مدرسة أخرى في بون. وعن حبها للقراءة عبرت دانا بحماس قائلة: “تتيح القراءة للمرء تقمص أدوار أخرى”.
نموذج ناجح للاندماج
تنحدر دانا من عائلة ذات أصول مهاجرة. والدها عصام بكر ووالدتها إنجي حرير ولدا في مصر ودرسا في ألمانيا ويعملان بها منذ فترة طويلة. يحلم الأبناء بتحقيق مستقبل أفضل في ألمانيا. ترغب إحدى البنات أن تصبح طبيبة، والأخرى مترجمة في الأمم المتحدة أو ببرلمان الاتحاد الأوروبي، فيما يريد الطفل الصغير محمد ذو العشرة أعوام أن يصبح مهندس سيارات في المستقبل.
تقدم أسرة بكر مثالاً نموذجياً للاندماج الناجح بالمجتمع الألماني. لكن واجهت دانا موجة من الانتقدات ذات الطابع العنصري على شبكات التواصل الاجتماعي بعد فوزها، بسبب ارتدائها الحجاب.
Dana Bakr hat den Vorlesewettbewerb in #Bonn gewonnen. In den sozialen Netzwerken griffen Menschen die Elfjährige mit rassistischen Kommentaren an. Warum sie und ihre Familie sich davon nicht einschüchtern lassen. [GA+] https://t.co/3sNiEcRCDN
— General-Anzeiger (@gabonn) March 6, 2024
النجاح ليس حكراً على دين معين
دافع العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن دانا ونجاحها. كتب يوهانس دي فريس على صفحة صحيفة “جنرال -أنتسايغر” المحلية على “فيسبوك”: “تهانينا يا دانا! ويظل التعليم هو مفتاح التقدم في المجتمع. بفضل فوزها، أصبحت دانا نموذجاً يحتذى به للكثيرين، لأن النجاح في الحياة في ألمانيا، للأسف، يعتمد كثيراً على منشأ الوالدين.
ولهذا السبب فإن التعليقات العنصرية ليست في محلها ولا يجب الالتفاف لها، لأن العمل الجاد والطموح ليس حكراً على جنسية معينة أو دين معين (…) أتمنى لدانا الكثير من النجاح في عملها المستقبلي”.
جدل حول الحجاب
طالت تعليقات عديدة حجاب الفتاة، حيث كتبت مستخدمة تدعى كارلا غيكلفراو: “أعارض بشدة ادعاء الأم بأن ابنتها البالغة من العمر 11 ربيعاً ترتدي الحجاب بمحض إرادتها. فتاة تبلغ من العمر 11 ربيعاً تفعل ذلك لأنها أخواتها يفعلن ذلك وأمها وأبيها يريدانها أن تفعل ذلك أيضاً”.
انتقادات لحملة الكراهية
انتقدت كاتبة ألمانية تدعى بيتينا كول في مقال لها نشر على صحيفة “جنرال -أنتسايغر” المحلية بمدينة بون الألمانية حملة الكراهية و العنصرية التي تعرضت لها دانا. وكتبت: “الكراهية ضد الفتاة أمر مخز”. وتابعت قائلة: “كان الأجدر أن يقابل فوز تلميذة مسلمة بجائزة المدينة في مسابقة القراءة في بون بالفرح كدليل على الاندماج الناجح، لكن بدلاً من ذلك انتشرت الكثير من الانتقادات على الإنترنيت. وتعتقد الكاتبة أن “الأمر لا ينبغي أن يبقى على هذا النحو”.
المصدر: dw.com