دال ميديا: أصدرت مؤسسة Larmtjänst السويدية تقريرها السنوي حول سرقات السيارات، كاشفة عن الماركات التي تصدرت قائمة أهداف العصابات خلال عام 2025. ورغم أن عدد السرقات العام الجاري سجل انخفاضا ملحوظا مقارنة بالعام السابق، إلا أن بعض السيارات ما زالت تتصدر قائمة المطلوبين لدى اللصوص، وعلى رأسها فولفو وفولكسفاغن وتويوتا.
بحسب التقرير، تم تسجيل 3221 حالة سرقة سيارات منذ بداية العام وحتى الآن، أي أقل بنسبة تقارب 21 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. لكن اللافت هو أن أكثر من ثلث السيارات المسروقة لا يُعثر عليها مطلقا، إذ يجري نقلها بسرعة خارج حدود السويد، غالبا إلى أوروبا الشرقية ودول البلطيق، حيث تُباع أو تُفكك أجزاؤها في أسواق غير شرعية.
عصابات منظمة وتكنولوجيا متطورة
تشير الشرطة السويدية إلى أن معظم عمليات السرقة تُنفذ من قبل شبكات منظمة دوليا تستخدم أدوات إلكترونية متقدمة لفتح السيارات وتشغيلها دون مفاتيح. وتُظهر التحقيقات أن العصابات قادرة على نسخ الإشارات الرقمية لمفاتيح السيارات الحديثة خلال ثوانٍ قليلة، ما يجعل أنظمة الحماية التقليدية عديمة الجدوى في كثير من الحالات.
وتؤكد المؤسسة الأمنية أن السيارات التي تُصنع بعد عام 2018 هي الأكثر استهدافا، إذ تحتوي على تقنيات تشغيل لاسلكية تجعلها أكثر عرضة للاختراق. ويُقدَّر أن 38 في المئة من السيارات الحديثة المسروقة لم يُعثر عليها بعد، ما يعكس تطورا ملحوظا في أساليب اللصوص وقدرتهم على تهريب المركبات قبل تعقبها.
المناطق الأكثر تعرضا للسرقة
احتلت العاصمة ستوكهولم المرتبة الأولى بعدد بلغ 976 سيارة مسروقة منذ بداية العام، تليها منطقة يوتبوري بـ 558 حالة، ثم سكونه في الجنوب بـ 533 حالة. وتشير الشرطة إلى أن المدن الكبرى تشكل البيئة الأكثر خصوبة لمثل هذه الجرائم، بسبب الكثافة السكانية وكثرة مواقف السيارات في الشوارع المفتوحة.
السيارات الأكثر سرقة في السويد لعام 2025
-
Volvo – 521 سيارة
-
Volkswagen – 320 سيارة
-
Toyota – 273 سيارة
-
Mercedes-Benz – 247 سيارة
-
BMW – 243 سيارة
-
Audi – 230 سيارة
-
Peugeot – 135 سيارة
-
Kia – 113 سيارة
-
Saab – 110 سيارات
-
Ford – 109 سيارات
وتوضح البيانات أن انتشار سيارات فولفو الواسع في السوق السويدية يجعلها هدفا رئيسيا للعصابات، في حين أن الماركات الألمانية الفاخرة مثل مرسيدس وبي إم دبليو تجذب المجرمين بسبب ارتفاع قيمتها وسهولة تصريفها خارج البلاد.
رد فعل الشرطة والحكومة
قال لارس بلومكفيست، المتحدث باسم الشرطة الوطنية، إن التعاون الدولي أصبح ضرورة لمكافحة الظاهرة، موضحا أن العصابات التي تنفذ هذه العمليات غالبا ما تعمل من دول أخرى وتدخل إلى السويد عبر شبكات منظمة تنقل السيارات إلى الخارج خلال ساعات فقط.
وأكد أن الشرطة السويدية تنسق حاليا مع أجهزة الأمن الأوروبية ضمن إطار اتفاقية شنغن لتتبع السيارات المسروقة، كما يجري تطوير نظام جديد لتسجيل إشارات أجهزة التتبع GPS فور الإبلاغ عن السرقة، ما يسمح بتحديد موقع السيارة بدقة قبل مغادرتها الأراضي السويدية.
من جانبه، وصف وزير العدل السويدي غونار سترومر الظاهرة بأنها “تحدٍ أمني واقتصادي خطير”، مشيرا إلى أن الحكومة ستعمل على تشديد العقوبات ضد الجرائم المنظمة المتعلقة بسرقة المركبات، وتقديم دعم أكبر للشرطة في المناطق الحدودية والموانئ.
نصائح للمالكين
حذرت السلطات أصحاب السيارات من الاعتماد فقط على أنظمة الحماية الإلكترونية، ودعت إلى اتخاذ إجراءات إضافية مثل:
-
استخدام قفل ميكانيكي لعجلة القيادة أو دواسة الفرامل.
-
ركن السيارة في أماكن مضاءة ومراقبة بالكاميرات.
-
الاحتفاظ بالمفاتيح الذكية في علب مضادة للإشارات اللاسلكية لمنع اختراقها عن بُعد.
-
تركيب أجهزة تتبع مستقلة تعمل عبر الأقمار الصناعية.
خلاصة الوضع
رغم التراجع النسبي في عدد السرقات، فإن التطور التقني لدى العصابات يطرح تحديا متزايدا أمام السلطات السويدية. ومع بقاء مئات السيارات الحديثة مجهولة المصير، يبدو أن معركة مكافحة سرقة السيارات لا تزال طويلة ومعقدة، وتحتاج إلى تعاون أكبر بين الشرطة، وشركات التأمين، ومصنعي السيارات أنفسهم.
المصدر: nyheter24