قضية تجسس الشقيقين لصالح روسيا كانت بمثابة هجوم على أمن السويد
بعد اعلان المدعي العام السويدي بير ليندكفيست في بيان يوم الجمعة، عن توجيه الإتهام بشكل رسمي لشقيقين من أصول إيرانية، بالعمل لصالح جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية بين عامي 2011 و 2021، ظهرت الكثير من التكهنات و النظريات حول المدى الوصلت إليه أجهزت الاستخبارات الروسية.
بحسب صحيفة “داغنز نيهتر”، فقد عمل احد الشقيقين في أحدى أهم أقسام الاستخبارات السويدية سرية، كما انه كان عاملا نشطاً في جهاز الاستخبارات السويدية “سابو” بالإضافة الى قيامه بانشطة معلوماتية مختلفة.
وفي التفاصيل الجديدة حول قضية الشقيقين الجاسوسين، فقد ظهرت بعض المعلومات حول أسس توجيه اتهامات التجسس لهما، فقد تم العثور على آثار لكميات كبيرة من الملفات السرية التابعة للجيش السويدي و شرطة الأمن على الكمبيوتر الخاص بالأخ الأكبر، والذي يُشتبه في أنه قام بجمعها خلال فترة عمله هناك عام 2014. كما تشير المعلومات الى ان المتهم حاول مراراً حذف آثار الملفات الموجودة على كمبيوتره إلا انه لم ينجح في ذلك، كما نشرت صحيفة أفتونبلاديت.
أما الأخ الأصغر، فقد كان قد بدأ في التحضير و التخطيط لتسليم الأموال مقابل المعلومات التي وصلت الى الجانب الروسي، وذلك وفقاً للاستخبارات السويدية. فقد كان يستخدم بما يسمى بـ “الصناديق الميتة”، اي الأماكن التي يمكن لأي شخص ان يترك شيئاً لشخص آخر دون ترك أثر فيه.
كما تم العثور على معلومات تدل على أسماء مختصرة من بينها اسم جهاز المخابرات الروسية GRU، و أشياء أخرى تدل على أساليب التواصل وكيفية إدارة أنشطتهم المشبوهة، منها ذكر لقاء مع شخص يدعى “راسكي”.
وقال الأخ الأصغر خلال استجوابه، انه ينفي اي علاقة له مع المخابرات الروسية وحتى الأحرف المختصرة التي وجدت معه، كانت خطأ إملائي في بعض ملاحظاته.
كما أكدت فرق التحقيق الخاصة، ان الشقيقين كانا يمتلكان مبالغ ضخمة من عملة الدولار، حيث قاموا بعمليات مبادلة كبيرة في العديد من مكاتب الصرافة. و وفقاً لما جاء في التحقيق، فقد قالا انه “يمكنهم إعطائنا الذهب في المرة القادمة أو أي شيء آخر يمكن بيعه بحيث لا يكون التبادل والإيداع ضروريًا”.
وتقول الصحيفة نقلاً عن مصادر، انه عندما تم البحث في منزل الأخ الأصغر تم العثور على جهاز تحكم عن بعد مع أداة مدببة مسجلة. وأظهر التحقيق ان ذلك الجهاز والذي كان على شكل مفتاح سيارة، كان يحتوي على كاميرا صغيرة مخفية و بطاقة ذكرة.
هذا ومن المقررر ان تبدأ محاكمة الشقيقين في 24 من شهر نوفمبر، في محكمة مقاطعة ستوكهولم، حيث ستكون بسرية تامة و ستُعقد الجلسات خلف الأبواب المغلقة من دون التصريح عنها.
المعروف عن الشقيقين، أنهما بايام كيا (35 عاما) وبيمان كيا (42 عاما)، وهما من أصول إيرانية و يعيشان في مدينة أوبسالا.
عمل الشقيق الأكبر بيمان كيا، في جهاز الاستخبارات السويدي “سابو” ووحدات استخباراتية في الجيش. كما انه عمل في مرحلة ما في “مكتب جمع المعلومات الخاصة” الذي يعد القسم الأكثر سرّية في جهاز الاستخبارات العسكرية، وفقاً لصحيفة “داغنز نيهتر”.
أما بايام كيا، وهو الأخ الأصغر فيواجه تهمة “المشاركة في التخطيط للفعل وتولي الاتصالات مع روسيا وجهاز استخباراتها العسكرية GRU بما يشمل تسليم معلومات والحصول على الأموال”.
وقالت المصادر انه في حال تأكيد الاتهامات عليهما، فإنهما يواجهان إمكانية السجن مدى الحياة، إلا انهما ينفيان الاتهامات جملة و تفصيلا.
من جانبه أفاد وزير الدفاع السويدي بول يونسون، بأن القضية “حساسة للغاية” وبأن بلاده شددت إجراءاتها الأمنية منذ توقيفهما قبل عام.