كارولينا، ضحية الفوضى المدرسية: كيف أنهت حياتها بسبب تجاهل النظام التعليمي؟
في نوفمبر 2021، اختارت كارولينا البالغة من العمر 12 عامًا إنهاء حياتها بعد أن عجزت عن تحمل الفوضى والصخب في مدرستها. القصة المأساوية هذه أصبحت محورًا لكتاب جديد يحمل عنوان “الفتاة في الممر”، كتبت الصحفية والكاتبة إلينور تورب، حيث تستعرض تفاصيل الفوضى المدرسية التي دفعت كارولينا لاتخاذ هذه الخطوة القاتمة.
وفقًا لما ورد في الكتاب، كانت كارولينا فتاة ذكية تحب السباحة وتسلق الأشجار والاستماع إلى موسيقى البوب الكورية (K-pop)، لكن البيئة المدرسية المضطربة كانت أكبر من قدرتها على التحمل. ورغم نجاحها الأكاديمي، لم تستطع التعامل مع الأجواء الاجتماعية الصاخبة داخل المدرسة، واضطرت للجلوس مرتدية سماعات عزل الصوت كوسيلة وحيدة للدعم.
في حديثها لبرنامج “Nyhetsmorgon”، قالت إلينور تورب: “كارولينا كانت تعاني من الفوضى المدرسية، ولم يكن هناك أي تدخل جاد من قبل البالغين. لا يمكننا أن نلوم أفرادًا بعينهم، ولكنها اختفت في ذلك اليوم”.
علامات التحذير وتجاهل البالغين
في اليوم الذي اختفت فيه كارولينا، لاحظت إحدى زميلاتها في الفصل أن شيئًا ما لم يكن على ما يرام. كتبت لها ملاحظة تسأل عن حالها، فأجابت كارولينا بإشارة “إبهام لأعلى”، رغم أنها كانت تعاني داخليًا. خرجت كارولينا من الصف وبدأت بالبكاء، وهو أمر لم يكن معتادًا عليها، لكنها لم تجد أي دعم حقيقي.
كانت من المفترض أن تزور عيادة الشباب في ذلك اليوم، وبدأت والدتها بمحاولة الاتصال بالمدرسة، لكن لم يكن هناك استجابة جادة من جانب الكادر التعليمي. تقول تورب: “الأمور تسارعت للأسوأ ولم يكن هناك أي تدخل حاسم”.
نقص الموارد والمخاطر المتزايدة
تشير الكاتبة إلى أن البيئة المدرسية المضطربة ساهمت بشكل كبير في تفاقم معاناة كارولينا. ازدحمت الصفوف بالطلاب، وزادت الأعباء على المعلمين، مما ترك كارولينا بدون الدعم المناسب. تضيف تورب أن الأطفال المصابين بالتوحد، مثل كارولينا، هم في خطر أكبر بكثير من غيرهم. وتوضح أن النساء المصابات بالتوحد اللواتي يعانين بصمت داخلي يزيد لديهن خطر الانتحار بمقدار 13 ضعفًا مقارنةً بالنساء غير المصابات.
تأخر التدخل الطبي
في الكتاب، تستعرض تورب نقص الرعاية الصحية الموجهة للطلاب في المدارس، مشيرة إلى أن سلاسل الرعاية الصحية أصبحت متقطعة، حيث يحال الأطفال إلى الرعاية الأولية التي لا تقدم العلاج حتى يصبح الوضع حرجًا للغاية.
تختتم تورب بالقول: “آمل أن يساهم هذا الكتاب في تغيير جذري لنظام المدارس السويدية. لا يمكننا تدمير مستقبل جيل بأكمله، لأن العواقب ستكون كارثية على مستوى المجتمع والاقتصاد. كارولينا كانت فتاة موهوبة جدًا وكان من المفترض أن تستمر في الحياة وتساهم في مستقبلنا”.
المصدر: tv4