لأول مرة في التاريخ – نصف سكان العالم سيتوجهون الى صناديق الاقتراع هذا العام “مستقبل الديمقراطية على المحك”
لم يحدث شيء كهذا على مر التاريخ، اذ يصادف ان يتوجه نصف سكان العالم خلال عام 2024 الى صناديق الاقتراع في انتخابات ستجري في 76 دولة حول العالم سيحددون من خلالها مصير الديمقراطية التي باتت على محك في ظل تقدم الأنظمة الاستبدادية في العديد من المناطق.
هذه الانتخابات وبحسب تقرير جديد صدر مؤخراً عن المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية ومقره السويد، تحمل أهمية خاصة كونها تأتي في وقت تتراجع فيه الديمقراطية في جميع أنحاء العالم. و يرى انه ليس مستبعدا ان تتراجع الديمقراطية في كل جزء من العالم للسنة السادسة على التوالي.
وذكرت آنا سوندستروم، الأمينة العامة لمركز أولوف بالمه الدولي، ان المزيد و المزيد من القادة الشعبويين الذين وصلوا الى السلطة عبر انتخابات ديمقراطية، قاموا بعد تحكم بزمام الأمور بتفكيك المؤسسات الديمقراطية وجعلوا من أنظمة الدول رهينة معتقداتهم وأفكارهم.
هناك آراء مختلفة حول هذا الموضوع. فبعض الخبراء يعتقدون أن انتخابات 2024 ستكون نقطة تحول في اتجاه الديمقراطية. ويعتقدون أن الناخبين سيصوتون لصالح قادة يلتزمون بالقيم الديمقراطية، مما سيساعد في إعادة بناء الديمقراطية في جميع أنحاء العالم.
لكن خبراء آخرين يعتقدون أن انتخابات 2024 ستكون فرصة للأنظمة الاستبدادية للسيطرة على المزيد من البلدان. ويعتقدون أن الأنظمة الاستبدادية ستستخدم مجموعة متنوعة من الوسائل، بما في ذلك القمع والتدخل في الانتخابات، للفوز في الانتخابات. كما تقول ماريا ريسا، الصحفية الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2021.
وبحسب ما ذكرته مجلة The Economist، من المقرر إجراء الانتخابات في 76 دولة حول العالم في عام 2024. وهذا أكثر من أي وقت مضى في عام واحد في التاريخ.
وجاء في تقرير المجلة، انه خلال العام الجاري، سيقوم الناخبين بالإدلاء بأصواتهم في ثمانية من أصل عشرة دولة من أكثر دول العالم اكتظاطا بالسكان، مثل بنغلادش، والبرازيل، والهند، وإندونيسيا، والمكسيك، وباكستان، وروسيا، والولايات المتحدة.
في النهاية، فإن مستقبل الديمقراطية في عام 2024 سيكون متروكًا للناخبين. فإذا أرادوا أن يعيشوا في عالم ديمقراطي، فعليهم المشاركة في الانتخابات واختيار قادة يلتزمون بهذه القيم.
المصدر: svt.se