دال ميديا: شهدت بلدة Ballymena في أيرلندا الشمالية، شمال بلفاست، ثلاث ليالٍ متتالية من العنف العرقي الغاضب، بعدما تحوّلت مظاهرة سلمية إلى سلسلة من الاشتباكات العنيفة، أسفرت عن إصابات في صفوف الشرطة، وتدمير ممتلكات، وهلع بين السكان المهاجرين الذين باتوا هدفًا مباشراً للغضب الشعبي.
البداية كانت ليلة الاثنين، عندما خرجت مظاهرة تضامنًا مع فتاة مراهقة يُشتبه بأنها كانت ضحية محاولة اغتصاب من قِبل مراهقين اثنين تم توقيفهما. وسائل إعلام بريطانية ذكرت أن الشابين يتحدثان اللغة الرومانية، ما أجج مشاعر الغضب تجاه المهاجرين عمومًا.
لكن ما بدأ كتعبير سلمي، تحوّل بسرعة إلى أعمال شغب عنيفة. قنابل حارقة، حجارة، زجاجات حارقة وألعاب نارية وُجّهت نحو قوات الشرطة، التي أكدت أن أعمال العنف تحمل طابعًا عنصريًا وموجّهة ضد المهاجرين.
أكثر من 30 شرطيًا أصيبوا حتى الآن، فيما أُضرمت النيران في سيارات ومحلات تجارية، وسط حالة من الفوضى والخوف. سكان الحي لجأوا إلى حلول يائسة لحماية أنفسهم، حيث بدأ البعض يعلّق لافتات على أبواب منازلهم تُظهر أعراقهم، أملاً في تفادي الهجمات.
من بين المتضررين، ميكا كوليف، أم لطفلين من أصل بلغاري، اضطرت للفرار من منزلها بعد أن اقتحمه مجموعة من مثيري الشغب مساء الثلاثاء وألحقوا به دمارًا واسعًا. ميكا تابعت الفوضى عبر بث مباشر على تطبيق تيك توك، بينما كانت تختبئ مع أطفالها في مكان آمن.
تقول ميكا، في تصريحات نقلتها شبكة BBC:
“لم يتبقَ لنا شيء. التلفاز، الأثاث، كل شيء تدمّر. أطفالي مرعوبون. أفكر جديًا بالعودة إلى بلغاريا… إذا ارتكب شخص من رومانيا أو بلغاريا جريمة، فليُحاسَب هو، وليس جميعنا. نحن لسنا المشكلة.”
عائلة ميكا تعيش في أيرلندا الشمالية منذ عشر سنوات، لكنها اليوم – كغيرها من العائلات المهاجرة – تفكر بالرحيل نهائيًا بعد هذه الليالي المرعبة.
من جهته، أدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بشدة ما وصفه بالعنف غير المقبول، مؤكدًا في بيان مقتضب: “أدين هذه الأعمال بأشد العبارات الممكنة.”
وفي الوقت الذي يحاول فيه بعض المسؤولين تهدئة الشارع، يبقى السؤال الأهم: هل باتت أيرلندا الشمالية على شفير انفجار عنصري جديد؟