دال ميديا: في اكتشاف طبي مثير، أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة أوميو السويدية أن الأطفال الذين ولدوا خلال جائحة كوفيد-19أقل عرضة للإصابة بأعراض تشبه الربو مقارنة بأقرانهم الذين ولدوا قبل الجائحة. ويرجح العلماء أن إجراءات الوقاية الصارمة التي فرضتها الجائحة قد ساهمت في حماية الأطفال حديثي الولادة من العدوى المبكرة التي يمكن أن تؤثر على جهازهم التنفسي على المدى الطويل.
الوقاية غير المتوقعة.. هل كان للعزل الصحي فوائد خفية؟
توضح فاني كيلديرير، الباحثة والدكتوراه بجامعة أوميو والمشاركة في إعداد الدراسة، أن هناك فوائد غير متوقعة لإجراءات الإغلاق والتباعد الاجتماعي التي اتُخذت أثناء الجائحة. حيث انخفضت حالات التهابات الجهاز التنفسي لدى الأطفال حديثي الولادة بشكل ملحوظ، مما أدى إلى تقليل استخدام المضادات الحيوية في تلك الفترة، وهو ما قد يكون قد لعب دورًا في تقليل احتمالية الإصابة بالربو مستقبلاً.
وتضيف كيلديرير:
“تدريب جهاز المناعة عبر التعرض للعدوى أمر طبيعي ومفيد، لكن يبدو أن التوازن هو الحل الأمثل. نتائجنا تشير إلى أن الإجراءات الوقائية للجائحة ربما قدمت حماية للأطفال من العدوى التي قد تؤدي لاحقًا إلى أمراض مزمنة مثل الربو.”
أرقام الدراسة.. وكيف تمت متابعتها؟
شملت الدراسة أكثر من 3,300 عائلة، وتمت متابعة صحة الأطفال حتى عمر 18 شهرًا ضمن مشروع بحثي يسمى Northpop، بالتعاون بين جامعة أوميو ومنطقة فاستربوتن الطبية. وطلب الباحثون من الآباء تقديم استبيانات منتظمة حول تعرض أطفالهم لنزلات البرد وأعراض الحساسية والربو.
وأظهرت النتائج أن الأطفال المولودين خلال فترة الجائحة كانوا أقل عرضة للمعاناة من أعراض تنفسية مثل الصفير وضيق التنفس مقارنة بأقرانهم المولودين قبل تفشي الفيروس.
الجانب الآخر.. هل زادت مخاطر الإصابة بأمراض أخرى؟
ورغم هذه النتائج الإيجابية، حذرت البروفيسورة كريستينا ويست، المسؤولة عن أبحاث الربو والحساسية في المشروع، من أن العزل المفرط قد تكون له تبعات أخرى على الصحة العامة للأطفال، حيث ربما زادت قيود الجائحة من خطر الإصابة بأمراض تحسسية أخرى مثل الإكزيما وحساسية الطعام، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن التعرض المبكر لبعض الميكروبات قد يكون عاملًا وقائيًا ضد هذه الأمراض.
وأضافت ويست:
“في الوقت الذي قلل فيه العزل الصحي من خطر الإصابة بالربو، إلا أنه قد يكون أدى إلى زيادة خطر الأمراض التحسسية الأخرى بسبب عدم تعرض الأطفال للبيئة الطبيعية المعتادة.”
ما التالي؟ هل تغير هذه الدراسة النظرة لأساليب الوقاية المستقبلية؟
يؤكد الباحثون أنه من المبكر الجزم بما إذا كانت هذه النتائج ستظل قائمة مع تقدم الأطفال في العمر، حيث ستحتاج الدراسة إلى متابعة طويلة الأمد لمعرفة ما إذا كانت الوقاية من الربو مستدامة أم مؤقتة.
إلا أن هذه النتائج تقدم زاوية جديدة لفهم تأثير الجائحة على صحة الأجيال المستقبلية، وقد تلعب دورًا في تشكيل السياسات الصحية المستقبلية المتعلقة بالتعامل مع الأمراض التنفسية وحماية الأطفال من العدوى.
المصدر: tv4