نشرت صحيفة أفتونبلاديت، اليوم الاربعاء، مقالة للكاتبة جونا سيما، مرفقة بصورة ساخرة لزعيم حزب ديمقراطيو السويد، جيمي أوكيسون، بأنف طويل.
تقول جونا سيما، في مقالتها:
بدأت اتفاقية “تيدو” بشكل رائع، خلال عطلة نهاية الأسبوع في القلعة، مع اللحوم والنبيذ الفاخر، فقد تم فتح البار و قُدمت الويسكي تحت ضوء الثريات الكريستالية الفاخرة حتى ساعات الصباح الأولى، والتي بدأت تعطي مفعولها على البديل الحكومي اليميني.
للشهر الخامس على التوالي يتراجع تأييد حزب ديمقراطيو السويد، بحسب استطلاعات الراي من قبل ديموسكوب بالتعاون مع صحيفة أفتونبلاديت، من 20.5 بالمائة في ايام الانتخابات، إلى 18.6 بالمائة في هذه الأيام.
كما ظهرت نفس النتائج خلال استطلاعات الراي الأخرى ايضا.
ناخبي الحزب غير راضين عن نتيجة تعاون جيمي أوكيسون مع حكومة المعتدلين و مشاركة الديمقراطيين المسيحيين و الليبراليين.
ربما لا يكون تخميناً جامحاً ان الأمر يتعلق بالوعود الانتخابية التي ظلت تترواح في مكانها، منها أسعار الوقود ودعم الكهرباء و فاصل الاستهلاك المحدد، فهي كلها خيبات أمل كبيرة للكثير من الناخبين اليمينيين.
قدي يكون العامل الآخر هو ان ديمقراطيو السويد، اختار اتباع نهج حزب الشعب الدنماركي. ففي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أطلق الدنماركيون العنان لحكومة يمينية التي أقرت سياسة هجرة أكثر صرامة، لكن بثمن كان باهظا عليهم.
كأكبر حزب في اتفاقية “تيدو” لدى جيمي أوكيسون ورقة رابحة، وهي ان يعلن انسحابه من هذه الاتفاقية و يتسبب في إسقاط حكومة أولف كريسترشون.
ففي الآونة الأخيرة، تراكمت الصراعات الداخلية ليس فقط حول عملية الانضمام الى الناتو، و حرق القرآن و التصريحات اللاذعة لأردوغان، فقد كانت هناك عاصفة من المشاكل الحكومية الأخرى المتعلقة بسياسة المناخ و قضية قائد الشرطة أندرس تورنبرغ.
بالأمس كانت هناك معلومات تفيد بان المفاوضات حول هجرة اليد العاملة قد توقفت، بسبب عدم التوافق بين حزبي ديمقراطيو السويد و الليبراليين، حول ما اذا كان ينبغي إعفاء مجموعات مهنية معنية من متطلبات الهجرة الجديدة.
وفوق كل هذا، أدى التضخم المرتفع والركود الاقتصادي الأولي، الى زيادة استياء السويديين من الحكومة.
الوحيدون الذين حصلوا على نوع من التعويض المالي، كانوا أصحاب الدخل المرتفع الذين يكسبون أكثر من خمسين ألف كرونة شهرياً، لقد تلقى هؤلاء تخفيضاً ضريبياً جيدا (أكثر من ألف كرونة شهرياً) لأولئك الذين يكسبون أمولاً أكثر.
لم يكن هناك شعور بالإحباط حتى ظهرت استطلاعات الراي المختلفة والتي برهنت على ان حزب ديمقراطيو السويد يتراجع و يتراجع.
والحقيقة الصارخة هي ان حكومة الاقليات الصغيرة بقيادة أولف كريسترشون، آمنة طالما يستمر جيمي أوكيسون في صبره الطويل.