هل بدأ عصر جديد من العلاقات السورية الإسرائيلية؟ أم أن ما يحدث مجرد إعادة تدوير للوجوه والخرائط؟
دال ميديا: في خطوة مفاجئة وغير مألوفة، كشفت شبكة CNN الأميركية عن عقد لقاء مباشر بين مسؤولين إسرائيليين وممثلين عن الحكومة السورية الجديدة في أذربيجان، بوساطة تركية وحضور رئيس هيئة العمليات في الجيش الإسرائيلي، عوديد بسيوق.
اللقاء، وإن كان بعيدًا عن الكاميرات، إلا أن صداه يتردد بقوة بين تل أبيب ودمشق… وواشنطن والرياض أيضًا.
وبينما رفضت دمشق التعليق رسميًا على ما أثير حول اللقاء المباشر، سبق أن صرّح الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع الأسبوع الماضي بأن حكومته تجري “محادثات غير مباشرة” لوقف الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، محذرًا من الوصول إلى “نقطة اللاعودة”.
ترامب يعود إلى المسرح… من البوابة السورية
المفاجأة الأضخم لم تأت من تل أبيب أو دمشق، بل من الرياض، حيث التقى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، في لقاء يبدو أنه كان مُعدًّا بعناية لخلط الأوراق من جديد.
البيت الأبيض (نعم، عاد ترامب إلى البيت الأبيض كما يبدو!) أكد أن الرئيس الأميركي تعهد بـرفع العقوبات المفروضة على نظام بشار الأسد، شرط أن يقدم الشرع حزمة “تطمينات” تشمل:
-
تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
-
طرد الجماعات الفلسطينية والأجنبية المسلحة من سوريا.
-
منع عودة تنظيم داعش.
إسرائيل تستقر في سوريا؟
منذ سقوط نظام بشار الأسد وهروبه إلى موسكو في ديسمبر الماضي، لم تُخفِ إسرائيل نواياها. فقد وسّعت وجودها العسكري داخل الأراضي السورية، تحت غطاء “منع تهديدات مستقبلية”، وأعلنت لاحقًا عن إقامة منطقة عازلة جنوب سوريا لحماية “الطائفة الدرزية”، حسب الرواية الرسمية.
وبينما لم تُعرف تفاصيل جدول المحادثات مع النظام السوري الجديد، تُشير المعطيات إلى مفاوضات تتجاوز وقف الضربات الجوية إلى رسم ترتيبات أمنية طويلة المدى، وربما أكثر من ذلك.
أما الجولان المحتل؟ فلا حديث عنه في الوقت الراهن… يبدو أن الجميع قرر تأجيل ملفه إلى إشعار آخر.