دال ميديا: تستعد السويد لإتمام واحدة من أكبر صفقات الدفاع في تاريخها الحديث، حيث ستوقّع يوم الاثنين عقد شراء أربعة طائرات نقل عسكرية من طراز Embraer C-390 البرازيلية، في صفقة تبلغ قيمتها عدة مليارات من الكرونات، لتكون بديلًا للطائرة الشهيرة C-130 Hercules التي خدمت سلاح الجو السويدي لعقود طويلة.
وزير الدفاع بول يونسون، أعلن أن الطائرات الجديدة ستُسلّم إلى القوات المسلحة خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، مشيرًا إلى أن الصفقة تمثل “قفزة نوعية في القدرات الجوية السويدية”. وقال في تصريحاته:
“طائرات هيركوليس باتت قديمة، أما C-390 فهي منصة أكثر حداثة ورقمنة، وتعد من أكثر طائرات النقل كفاءة في العالم.”
الطائرة الجديدة، التي تنتجها شركة Embraer البرازيلية، حظيت بإقبال واسع من عدد من الدول الأوروبية، من بينها البرتغال، المجر، هولندا، ليتوانيا، التشيك، وسلوفاكيا، إضافة إلى كوريا الجنوبية، وهو ما يعتبره المسؤولون السويديون دليلاً على كفاءتها التشغيلية.
غير أن الصفقة لم تمرّ دون جدل، إذ ربط عدد من الخبراء بينها وبين صفقة المقاتلات “غريبن” التي أبرمتها السويد مع البرازيل عام 2015، حين اشترت الأخيرة 36 طائرة بقيمة قاربت 40 مليار كرونة، وهي أكبر صفقة تصدير في تاريخ الصناعات العسكرية السويدية.
ويرى بعض المراقبين أن شراء السويد للطائرات البرازيلية “قد يمهّد الطريق لطلبية جديدة من برازيليا لمقاتلات غريبن”، في ما وصفه البعض بأنه تبادل مصالح عسكري – تجاري غير معلن.
الباحث في جامعة الدفاع السويدية مارتن لوندماك قال في تعليق لـSVT:
“من الواضح أن هناك ارتباطًا بين الصفقتين. اختيار السويد لمصنّع برازيلي سيرجّح بالتأكيد كفة الشركات السويدية عندما تقرر البرازيل تحديث أسطولها من المقاتلات. لكن هذا لا يعني أن الطائرة ليست مناسبة أو أنها ليست الأفضل لسلاح الجو السويدي.”
وزير الدفاع بول يونسون رفض الاتهامات جملة وتفصيلًا، مؤكدًا أن القرار تم بعد تقييم فني صارم نفذته هيئة المشتريات الدفاعية FMVوالقوات المسلحة.
“الأمر لا علاقة له بالسياسة أو المصالح التجارية. نحن نتحدث عن منصة عسكرية حديثة أثبتت كفاءتها التشغيلية، ولهذا السبب تتزايد الدول التي تعتمدها في منظوماتها الجوية.”
من جهته، قال قائد السرب الجوي في القوات البرتغالية ميغيل بوسا، الذي يمتلك تجربة تشغيلية مع نفس الطائرة، إن C-390 غيّرت مفهوم المهام اللوجستية في بلاده:
“في السابق، كانت مهمة نقل واحدة تحتاج يومين وطائرتين من نوع هيركوليس، اليوم يمكننا إنجازها في يوم واحد بطائرة واحدة بفضل السرعة وسعة الحمولة الكبيرة.”
يُذكر أن السويد تنضم إلى الصفقة بالتعاون مع هولندا والنمسا، ما يسمح بتسريع عملية التسليم وخفض التكاليف مقارنة بتقديم طلب مستقل. ومن المقرر أن تُوقّع الصفقة رسميًا في قاعدة إرنا الجوية قرب أوبسالا خلال حفل رسمي يحضره ممثلون من وزارتي الدفاع السويدية والبرازيلية.
المصدر: SVT
