هذه ليست حربي”! رجال حصلوا على الجنسية الأوكرانية يرفضون القتال”
حثت الأمم المتحدة أوكرانيا على اتباع نهج \\\\\\\”رحيم وإنساني\\\\\\\” في تطبيق الأحكام العرفية بعد ورود تقارير عن رجال أوكرانيين يتحدّون أوامر عدم السفر ويحاولون العبور إلى البلدان المجاورة لطلب اللجوء، وفق ما ذكره تقرير صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 9 مارس/آذار 2022.
فقد منعت أوكرانيا الرجال في سنِّ التجنيد، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً، من مغادرة الدولة بعد الهجوم الروسي في 24 فبراير/شباط، لكن كانت هناك تقارير متعددة عن رجال يحملون الجنسية الأوكرانية يحاولون العبور إلى المجر وبولندا ورومانيا. من غير الواضح عدد الذين سُمح لهم بالمرور.
حسب الصحيفة البريطانية فإن الحكومة الأوكرانية لم تصدر أوامر تجبر الرجال على القتال، بل فقط البقاء في البلاد، لكن هناك مخاوف من التوجه إلى التجنيد الإجباري إذا استمر العنف.
وفقاً لتقارير عمال الإغاثة، فإنَّ العديد ممن يحاولون المغادرة لم يُولدوا في أوكرانيا، وسافروا إليها فقط لأسباب تتعلق بالعمل أو الأسرة عندما بدأت العملية العسكرية.
تحدثت صحيفة The Guardian مع رجل وُلِد في بيلاروسيا وعاش بألمانيا قبل الحصول على الجنسية الأوكرانية للعمل في البلاد.
يقول ألكساندر، الذي لم يرغب في استخدام اسمه الحقيقي: \\\\\\\”أنا لست من أوكرانيا في الأصل وهذه ليست حربي. عشت في ألمانيا وبولندا، وأنا أحمل بطاقة إقامة بولندية؛ مما يعني أنه يمكنني العيش في بولندا لمدة تصل إلى 10 سنوات. لكن لأنني مواطن أوكراني، لا يمكنني المغادرة\\\\\\\”.
كما أضاف: \\\\\\\”أنا يائس. أنا لست جباناً، لكن لا علاقة لي بأوكرانيا. تمكنت من التحدث إلى السلطات البولندية، التي قالت إنها لا تستطيع فعل أي شيء، لأنَّ الأمر متروك للسلطات الأوكرانية. لديّ زوجة وابن، لكنها لا تريد المغادرة بدوني\\\\\\\”.
أضاف أنه لا يريد محاولة عبور الحدود إلى بولندا؛ خوفاً من أن تعتقله السلطات الأوكرانية. وتابع: \\\\\\\”أعرف أنَّ العديد من [الرجال] يحاولون العبور. وكثيرٌ منهم يدفعون للمهربين مقابل عبور الحدود. وسمعت أنَّ بعض الناس وصلوا إلى بولندا، لكن الغالبية فشلت. وتعرضوا إما للتوقيف وإما للاعتقال. ولا أعرف مصير أولئك الذين اعتُقِلوا\\\\\\\”.
بينما قالت قوة الحدود البولندية إنَّ أكثر من مليون أوكراني فروا إلى بولندا منذ بدء الهجوم الروسي، وضمن ذلك 142300، يوم الأحد 6 مارس/آذار، وحده.
وفقاً للاجئين على الجانب الأوكراني من الحدود، ضاعفت السلطات الأوكرانية أوقات الانتظار كثيراً؛ لأنها تفحص كل من يحاول العبور؛ للتأكد من عدم مرور رجال يحملون الجنسية الأوكرانية.
قال ماثيو سالتمارش، رئيس قسم الأخبار والإعلام في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: \\\\\\\”نحن ندرك أنَّ للدول الحق في الدفاع عن نفسها بموجب ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي العرفي، وأنَّ الدول قد تطلب أيضاً من مواطنيها أداء الخدمة العسكرية وفقاً لمعايير وشروط معينة، بما يتماشى مع القانون الدولي\\\\\\\”.
لكنه استدرك قائلاً: \\\\\\\”لكن في الوقت نفسه… نقدّر أنَّ هذه ظروف صعبة للغاية، ونحث على اتباع نهج عطوف وإنساني مع أولئك الذين يسعون إلى الفرار ويحتاجون إلى الأمان والحماية\\\\\\\”.
بموجب القانون الأوكراني، هناك استثناءات للحظر المفروض على مغادرة الرجال للبلاد. إذ إن المواطنين الأوكرانيين الذكور يمكنهم عبور الحدود إذا كانوا يدعمون مادياً ثلاثة أطفال أو أكثر دون سن 18 عاماً، أو آباء غير متزوجين لأطفال دون سن 18 عاماً، أو لديهم أطفال أو أوصياء على أطفال ذوي إعاقة.
المصدر: عربي بوست