دال ميديا: شهد مركز احتجاز مصلحة الهجرة في ليُونغبيهيد (Ljungbyhed) بمقاطعة سكونه عملية فرار غير مسبوقة، بعد أن نجح أربعة محتجزين في الهروب قبيل منتصف ليل الثلاثاء، بينهم رجل في الثلاثين من عمره معروف للشرطة بتورطه في جرائم عنف خطيرة.
وقال مارتن أوستلِنغ، قائد التحقيق في شرطة الجنوب، إن عملية الهروب كانت مخططة بعناية من قبل أشخاص من داخل وخارج المركز، موضحًا أن الأدلة تشير إلى تنسيق مسبق واستخدام أدوات احترافية لقطع الأسوار.
وأضاف: “يبدو واضحًا أن العملية نُفذت بعد إعداد دقيق، فقد تم اختيار المكان والزمان بعناية، وجُمع عدد من الأشخاص داخل الساحة لإعاقة موظفي المركز عن التدخل.”
بحسب الشرطة، استخدم شخصان على الأقل من الخارج منشارًا وأدوات قوية لاختراق سياجين حديديين مزدوجين والدخول إلى ساحة التدخين حيث كان عدد من المحتجزين متجمعين. ومع اقترابهم، تصدى بعض الموقوفين للموظفين لمنعهم من التدخل، مما أتاح للمجموعة سحب أربعة أشخاص عبر الثغرة والفرار برفقة المساعدين.
وأكدت مصلحة الهجرة السويدية أن بعض المحتجزين ساعدوا في عملية الهروب. وقالت ماريا ليندغرين، رئيسة قسم في المصلحة: “بعض الموقوفين حاولوا منع الموظفين من التدخل، وتم لاحقًا احتجاز أحدهم ونقله إلى قسم منفصل”.
الشرطة جمعت أدلة الحمض النووي وآثارًا مادية من مكان الحادث، إضافة إلى صور من كاميرات المراقبة التابعة لمصلحة الهجرة. وأوضحت أن التحقيق يسير في اتجاهين: تعقّب الفارين الأربعة، وتحديد هوية الأشخاص الذين نفذوا عملية التهريب.
مجرم خطير بين الفارين
ووفقًا للشرطة، فإن أحد الفارين رجل في الثلاثين من عمره، يحمل الجنسية الدنماركية، وله سجل واسع من الجرائم العنيفة. أما الثلاثة الآخرون فهم من الجزائر والعراق، وجميعهم كانوا محتجزين بقرارات ترحيل نهائية من السويد.
وقال أوستلِنغ: “الشخص الدنماركي معروف لدينا منذ سنوات، وارتبط بعدة قضايا خطيرة، وهو الآن حر طليق، ما يشكل خطرًا أمنيًا واضحًا.”
مطاردة واسعة داخل السويد وخارجها
أكدت الشرطة أن عملية المطاردة جارية على نطاق واسع داخل السويد وداخل منطقة شنغن الأوروبية. وقال أوستلِنغ: “هناك تنسيق مستمر مع الشرطة الحدودية السويدية والجهات الدولية لتعقّب الفارين”.
وأشار إلى أن الموقوفين الأربعة غير متهمين قانونيًا بالمشاركة في عملية التهريب، بينما يُشتبه بأن الشخصين اللذين نفذا العملية من الخارج متورطان في جريمة “تسهيل الهروب” ولا يزالان فارين.
حادثة تهز ثقة النظام الأمني
مركز الاحتجاز في ليونغبيهيد افتتح عام 2019، ويُعد من أكثر المراكز أمانًا، إذ يحيط به سياج مزدوج وهيكل أمني معزز، مما يجعل الهروب منه شبه مستحيل.
وقالت ماريا ليندغرين من مصلحة الهجرة: “ما حدث لا ينبغي أن يكون ممكنًا. نحن نتعامل مع الأمر بجدية بالغة، ونعيد تقييم الإجراءات الأمنية والبنية التحتية للمركز لتحديد أوجه القصور.”
رد حكومي غاضب
أدان وزير الهجرة السويدي يوهان فورشيل الحادثة بشدة، واصفًا ما جرى بأنه “مؤسف ومقلق للغاية”.
وقال في بيان رسمي: “ما حدث أمر مؤسف ويؤكد الحاجة إلى التغييرات القانونية التي أقرتها الحكومة مؤخرًا لمنح مصلحة الهجرة صلاحيات أكبر للحفاظ على الأمن داخل مراكز الاحتجاز.”
وأشار الوزير إلى أن القوانين الجديدة تتيح للمصلحة تنفيذ عمليات تفتيش للأشخاص والغرف وإجراء فحوص عند الدخول والخروج بهدف منع مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
المصدر: tv4