هل تواجه أوروبا تهديدًا وجوديًا اقتصاديًا؟ صورة قاتمة ترسمها مناقشات دافوس حول الوضع العام

كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي.. Foto: Fabrice Coffrini/AFP/TT

دال ميديا: خلال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، حذّر قادة الأعمال وصناع السياسات من أن أوروبا تواجه تحديات اقتصادية كبيرة، وصفتها كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، بأنها “تهديد وجودي”. المناقشات ألقت الضوء على أسباب هذه الأزمة ومدى تأثيرها على مستقبل القارة مقارنة بتقدم الولايات المتحدة.

الصورة القاتمة لاقتصاد أوروبا

لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة Blackrock، وصف النظرة المستقبلية للاقتصاد الأوروبي بأنها مشوبة بتشاؤم عميق، لكنّه أشار إلى أن بعض هذا التشاؤم قد يكون مبالغًا فيه.
قال فينك:
– “رغم التحديات التي تواجه أوروبا، أرى أن التشاؤم أكبر مما ينبغي.”

كريستين لاغارد، من جهتها، لم تخفِ قلقها، مؤكدة أن أوروبا تقف عند مفترق طرق خطير قد يؤثر على تماسكها الاقتصادي والسياسي.

الأسباب الكامنة وراء الأزمة

  1. تأثير الحرب في أوكرانيا
    الحرب الروسية الأوكرانية ألقت بظلالها على الاقتصاد الأوروبي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة التضخم بشكل غير مسبوق.
  2. تباطؤ النمو والابتكار
    بينما تواصل الولايات المتحدة تحقيق نمو اقتصادي ملحوظ، تعاني أوروبا من تباطؤ في الإنتاجية والابتكار، مما جعلها أقل قدرة على التنافس في الأسواق العالمية.
  3. اعتماد كبير على الطاقة الخارجية
    اعتماد أوروبا على الغاز والنفط المستورد، خاصة من روسيا، وضعها في موقف ضعف خلال الأزمة الأوكرانية. محاولات التحول إلى مصادر طاقة مستدامة لم تكن بالسرعة الكافية لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
  4. أزمة الديون وتفاوت اقتصادي داخل الاتحاد الأوروبي
    ارتفاع الديون السيادية لبعض الدول الأوروبية، مثل إيطاليا واليونان، يثقل كاهل الاتحاد الأوروبي. كما أن التفاوت الاقتصادي بين دول الشمال والجنوب يعيق تحقيق التكامل الاقتصادي.
  5. شيخوخة السكان
    التغيرات الديموغرافية، بما في ذلك شيخوخة السكان، تقلل من عدد العمال النشطين، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاجية وزيادة الضغط على أنظمة الرعاية الاجتماعية.

مقارنة مع الولايات المتحدة

في المقابل، يتميز الاقتصاد الأمريكي بتفوق واضح في عدة جوانب:

  • الاستثمار الكبير في التكنولوجيا والابتكار.
  • اكتفاء ذاتي في مجال الطاقة.
  • مرونة سوق العمل مقارنة بالأسواق الأوروبية الأكثر تنظيمًا.

ما الذي يمكن فعله؟

أكد الخبراء في دافوس على أهمية اتخاذ إجراءات حاسمة لإنقاذ الاقتصاد الأوروبي:

  • تعزيز الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار: تحتاج أوروبا إلى ضخ المزيد من الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الخضراء.
  • تقليل الاعتماد على الطاقة الخارجية: الإسراع في تطوير مصادر طاقة بديلة لتعزيز استقلالية القارة.
  • إصلاحات اقتصادية وسياسية: العمل على تقليل التفاوت الاقتصادي بين دول الاتحاد وتحسين بيئة الأعمال.

النظرة المستقبلية

رغم التحديات، يرى بعض المشاركين في دافوس أن أوروبا لا تزال تمتلك القدرة على النهوض إذا ما تم اتخاذ الخطوات الصحيحة في الوقت المناسب.
كما قال لاري فينك:
– “هناك فرص هائلة إذا استطاعت أوروبا تجاوز عقباتها الداخلية.”

بين التشاؤم والأمل، يبقى السؤال: هل تستطيع أوروبا مواجهة هذه التحديات وتحقيق استقرار اقتصادي يضمن مكانتها في الساحة العالمية؟

المصدر: sverigesradio

المزيد من المواضيع