وعود في مهب الريح.. أين ذهب الـ10 آلاف شرطي الذين وُعد بهم الشارع السويدي؟

الشرطة السويدية. Foto: Johan Nilsson/TT

دال ميديا: في عام 2017، تعهد رئيس الوزراء السويدي آنذاك، ستيفان لوفين، بتوظيف 10 آلاف عنصر جديد في الشرطة بحلول عام 2024، مع التركيز على تعزيز وجودهم الفعلي في الشوارع والساحات العامة لتعزيز الأمن.

لكن تحقيقًا أجرته قناة TV4، كشف أن هذا الوعد لم يتحقق بالصورة المتوقعة، حيث توجهت العديد من مناطق الشرطة الإقليمية نحو توظيف المدنيين بدلاً من الضباط الميدانيين، ما أدى إلى تناقص أعداد رجال الشرطة في الخدمة الفعلية.

زيادة في التوظيف.. ولكن ليس في الشوارع!

وفقًا للبيانات، ارتفع عدد الموظفين المدنيين في الشرطة بنسبة 90% منذ عام 2015، بينما لم يزد عدد رجال الشرطة الفعليين سوى بنسبة 20% فقط.

يقول ماغنوس ليندغرين، الشرطي السابق والمدير الحالي لمؤسسة “السويد أكثر أمانًا”، إن هذا النهج أضر بالعلاقة بين الشرطة والمواطنين، مؤكدًا أن الأمن لا يتحقق إلا من خلال تواجد الشرطة بين أفراد المجتمع:

“لا يوجد خطأ في توظيف مدنيين لمساعدة الشرطة، ولكن يجب أن يكون هناك أيضًا عدد كافٍ من رجال الشرطة في الشوارع، وهذا ما فشلنا في تحقيقه.”

ويحذر ليندغرين من أن فقدان الشرطة لمكانتها في المجتمع قد يؤدي إلى تراجع ثقة المواطنين بها، مما يجعل تنفيذ القانون أكثر صعوبة.

رئيسة الشرطة تعترف بالمشكلة

رئيسة الشرطة الوطنية، بيترا لوند، أقرت بأن جهود توظيف المزيد من الضباط الميدانيين لم تكن كافية، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي هو قلة عدد المتقدمين للالتحاق بأكاديميات الشرطة.

لكنها لفتت إلى بعض التحسن في الأرقام خلال هذا العام:

“خلال هذا العام فقط، تم تعيين 719 شرطيًا جديدًا في الخدمة الميدانية، وهي زيادة بنسبة 8%، وهي أكبر زيادة شهدناها على الإطلاق.”

المواطنون: “لم نرَ شرطيًا هنا قط!”

في بعض المناطق، يشعر السكان بغياب الشرطة التام، مثل حي هاغالوند في سولنا، حيث تؤكد تراود روثدويتش، التي تعيش هناك منذ السبعينيات، أنها لم تر أي شرطي يقوم بدوريات مشيًا على الأقدام في المنطقة منذ عقود:

“أرى سيارات الشرطة تمر أحيانًا، لكن لم أرَ شرطيًا يسير في الشارع. هذا جنون! كيف يمكنهم الجلوس في مكاتبهم بينما تحدث الفوضى في الخارج؟”

هل تتحقق الوعود أم تبقى حبرًا على ورق؟

يبدو أن الوعد الحكومي بتعزيز الأمن من خلال زيادة عدد رجال الشرطة في الشوارع لم يتحقق بالكامل، فبدلًا من ذلك، تركزت التعيينات على الموظفين المدنيين الذين لا يعملون ميدانيًا.

المزيد من المواضيع