يعملون في الخفاء: الكشف عن قائمة أسماء متورطة في نقل التكنولوجيا والتأثير لصالح الصين في السويد
تكشف تسريبات جديدة عن وجود شبكة معقدة تُعرف بـ “Enhetsfronten” تعمل على التأثير في السويد وفقًا لأجندات الحزب الشيوعي الصيني. هذه الشبكة، التي وُصفت بأنها استراتيجية ونظام ومنظمة في الوقت ذاته، تشمل مجموعة واسعة من الأفراد والمنظمات الثقافية والتجارية التي تهدف إلى دعم مصالح بكين.
الجذور التاريخية والفكر الاستراتيجي:
تعود فكرة “Enhetsfronten” إلى فلاديمير لينين، وقد طوّرها لاحقًا ماو تسي تونغ مؤسس الحزب الشيوعي الصيني. وفي السنوات الأخيرة، أكد الرئيس الصيني الحالي شي جين بينغ أن هذه الشبكة تُعد أحد “الأسلحة السحرية” الثلاثة للحزب لتعزيز نفوذه وإسكات المعارضين. وفقًا للخبير الأمني بيتر ماتيس، المدير التنفيذي لمؤسسة جامستاون والمحلل السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA)، فإن الهدف النهائي للشبكة هو بناء قوة عالمية لإعادة تشكيل النظام الدولي بما يتناسب مع مصالح الصين.
نشاط الشبكة في السويد ودورها في التجسس:
تشير التقارير إلى أن الشبكة تلعب دورًا مهمًا في تسهيل نقل التكنولوجيا من الغرب إلى الصين، وتعزيز القدرات العسكرية الصينية. بالإضافة إلى ذلك، فهي تعمل على جمع المعلومات الاستخباراتية عن المعارضين الصينيين في الخارج وتحديد الأشخاص المستهدفين لاستخراج المعلومات أو التكنولوجيا.
ويوضح كارل ميلين، المتحدث الرسمي باسم جهاز الأمن السويدي (Säkerhetspolisen)، أن أنشطة “Enhetsfronten” تمثل تهديدًا أمنيًا كبيرًا في البلاد، رغم أن بعض أنشطتها لا تُعتبر غير قانونية تمامًا، بل تعمل ضمن منطقة “رمادية”.
التنظيمات المرتبطة بـ “Enhetsfronten”:
يعتبر قسم العمل الموحد للحزب الشيوعي الصيني (United Front Work Department) أحد أهم أذرع هذه الشبكة، ويعمل بالتعاون مع عدد كبير من المنظمات المستقلة ظاهريًا، مثل المكاتب الثقافية والجمعيات التجارية في المجتمعات الصينية بالخارج. من بين هذه المنظمات، تبرز “مكتب شؤون الصينيين بالخارج” الذي انضم بشكل رسمي إلى قسم العمل الموحد في عام 2018.
القائمة المسربة للأشخاص المرتبطين بالشبكة في السويد:
تتضمن القائمة المسربة التي حصلت عليها “Kalla Fakta” عددًا من الأفراد في السويد المرتبطين بالنشاطات الاستخباراتية للصين. وتشمل القائمة شخصيات بارزة تتنوع أدوارها بين القيادة في شركات حساسة أمنيًا، والتعليم، والثقافة، وحتى العمل الصحفي. من بين هؤلاء:
– سيدة في مالمو، وسيدة تبلغ من العمر 54 عامًا كانت سابقًا سياسية بلدية من الحزب البرجوازي.
– رجل يبلغ من العمر 64 عامًا ويعمل في شركة سويدية حساسة أمنيًا.
– أستاذ في الاقتصاد بجامعة ستوكهولم، وسيدة تتولى قيادة جمعية ثقافية في ستوكهولم سبق لها استقبال وفد من أهم أجهزة الأمن الصينية.
– شخصيات أخرى مرتبطة بالمدارس الصينية في السويد، وجمعيات تعمل على تعزيز الأنشطة الشبابية الصينية.
تأثير الشبكة على المجتمع والأمن في السويد:
يشير كارل ميلين إلى أن الدول التي تنخرط في هذه الأنشطة الاستخباراتية غير القانونية في السويد تعتمد على جميع الموارد المتاحة في المجتمع لتحقيق أهدافها. ورغم أن الكثير من الأنشطة المرتبطة بـ “Enhetsfronten” تبدو قانونية، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أنها تعمل في منطقة رمادية تهدف إلى تعزيز نفوذ الصين في الخارج وجمع المعلومات التي قد تستخدمها لتعزيز قوتها العسكرية والسياسية.
خاتمة التقرير:
يكشف هذا التقرير عن جانب من أنشطة “Enhetsfronten” كشبكة واسعة ذات أهداف استراتيجية تعمل على التأثير في السياسات الداخلية للدول التي تستضيف مجتمعات صينية. يُعد هذا النشاط تهديدًا حقيقيًا للأمن القومي في السويد، ويشير إلى ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمراقبة ومواجهة الأنشطة غير القانونية والتأكد من عدم استغلال المنظمات الثقافية والتعليمية والتجارية كغطاء لأجندات سياسية واستخباراتية.
المصدر: tv4