دال ميديا: لو فُتحت صناديق الاقتراع اليوم، لما بقي أمام أحزاب الحكومة الحالية سوى الاعتراف بالهزيمة السياسية مبكرًا. هكذا تقول أرقام هيئة الإحصاء المركزية السويدية (SCB) في استطلاعها السنوي الموسّع حول ميول الناخبين لعام 2025، والذي كشف عن فجوة واضحة في الشعبية بين المعارضة وأحزاب تيدو الحاكمة.
بحسب نتائج الاستطلاع، فإن أحزاب المعارضة مجتمعةً ستحصد ما نسبته 55.3% من الأصوات، متقدمة بفارق مريح على التشكيلة الحكومية التي لا تتجاوز نسبتها 42.5%، وهو ما يُعدّ تطورًا دراماتيكيًا مقارنةً بالعام الماضي.
التحليل السياسي لم يكن أقل وضوحًا من الأرقام؛ فوفقًا لمراقبين، فإن أبرز ما يلفت النظر هو “الوضع الحرج الذي تمر به الحكومة”، التي باتت تفتقد إلى الزخم الشعبي، في وقتٍ تحافظ فيه المعارضة على تقدم ثابت وواضح في الشارع السياسي.
ضربة مزدوجة لمودراتنا وديمقراطيو السويد
الحزبان الأكبر في صفوف الحكومة، أي المحافظين (Moderaterna) وديمقراطيو السويد (SD)، تلقيا صفعة انتخابية مزدوجة، بعد أن خسر كل منهما 1.5 نقطة مئوية مقارنة باستطلاع العام الماضي. الحزب الديمقراطي الاجتماعي (S) استغل هذه الثغرة جيدًا، ونجح في جذب الناخبين من الجانبين، ليُحقق ارتفاعًا مقداره 1.2 نقطة، ما رفع شعبيته إلى 36.2% – أي أكثر بنحو 6 نقاط من نتيجته في انتخابات 2022.
حتى الأحزاب التي كانت بالكاد تُرى في المشهد، بدأت تتنفس. حزب البيئة (MP) ارتفع بنسبة 1.3، وحزب الوسط (C) ارتفع بـ1 نقطة مئوية. أما حزب اليسار (V)، فرغم تراجعه مقارنة باستطلاع العام الماضي، لا يزال محافظًا على نتيجة أفضل من تلك التي سجّلها في انتخابات 2022.
أحزاب تحت خط الحياة السياسية
المشهد يصبح أكثر كآبة بالنسبة لحزبي المسيحيين الديمقراطيين (KD) والليبراليين (L). رغم ارتفاع بسيط لحزب KD بمقدار 0.6 نقطة، إلا أنه لا يزال عالقًا تحت عتبة البرلمان بنسبة 3.4% فقط. ورغم محاولات الحزب بث التفاؤل، فإن الاعتراف بعدم الرضا عن النتيجة كان حاضرًا، في وقتٍ تبدو فيه الحاجة ماسة إلى معجزة انتخابية.
الليبراليون، من جهتهم، سجلوا 2.8% فقط – نزولًا بـ0.4 نقطة مقارنة بالعام الماضي، ليستمر بذلك نزيف التأييد الشعبي لهذا الحزب الذي يواجه خطر الزوال من الخارطة السياسية إن لم يتحرك سريعًا.
تباين لافت بين الرجال والنساء
الاستطلاع كشف عن اختلاف ملحوظ في ميول الناخبين بحسب الجنس. فالأحزاب ذات التوجه الاجتماعي والبيئي مثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والبيئة، واليسار، وحتى المسيحيين، حظيت بدعم أكبر من النساء، في حين أن المحافظين وديمقراطيي السويد حصدوا تأييدًا أعلى من الرجال.
اللافت أن الفجوة بين الجنسين كانت صارخة في حالة حزب SD، حيث قال 24.4% من الرجال إنهم سيصوتون له، مقابل 11.7% فقط من النساء.
نظرة على الأرقام
إليك نسب دعم الأحزاب وفق استطلاع SCB لعام 2025، مع مقارنة بالتغير عن 2024، وإشارة إلى نتائج انتخابات 2022 بين قوسين:
-
الاشتراكي الديمقراطي (S): 36.2% (+1.2) (30.3%)
-
المحافظون (M): 18.3% (–1.5) (19.1%)
-
ديمقراطيو السويد (SD): 18.0% (–1.5) (20.5%)
-
اليسار (V): 7.1% (–1.1) (6.8%)
-
الوسط (C): 5.5% (+1.0) (6.7%)
-
البيئة (MP): 6.5% (+1.3) (5.1%)
-
المسيحيون الديمقراطيون (KD): 3.4% (+0.6) (5.3%)
-
الليبراليون (L): 2.8% (–0.4) (4.6%)
-
أحزاب أخرى: 2.3% (+0.5) (1.5%)
تم إجراء الاستطلاع بين 29 أبريل و28 مايو، عبر الهاتف والاستبيانات الإلكترونية، وشارك فيه 4,595 شخصًا من أصل 9,247 تم اختيارهم عشوائيًا، بنسبة مشاركة بلغت 50%.
المصدر: SVT