أداة للتعليم أم طريق مختصر للغش؟ مدارس السويد على مفترق طرق مع الذكاء الاصطناعي

شباب السويد يستخدمون الذكاء الاصطناعي بدلا من محركات البحث الأخرى. Foto.TT

دال ميديا: في مواجهة التوسع المتسارع لأدوات الذكاء الاصطناعي، يقف المعلمون السويديون بين الحيرة والقلق، وسط مخاوف من أن تتحول التقنية إلى أداة غش جماعي أو باب خلفي للتملص من التعلم الحقيقي.
هذا ما تؤكده تقرير جديد صادر عن Skolverket (المجلس الوطني للتعليم)، والذي كشف أن واحدًا فقط من كل ستة معلمين يسمح باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بانتظام في الصف.

لكن هل هذه المخاوف مبررة أم أن التاريخ يعيد نفسه؟

من الآلة الحاسبة إلى الذكاء الاصطناعي… التاريخ مليء بالذعر!

البروفيسور توماس هيلمان من جامعة غوتنبرغ يرى أن هذا الخوف ليس بجديد، وإنما يكرر نفسه كلما دخلت أداة جديدة إلى الفصول الدراسية.
ويقول:

“حتى السبورة اعتُبرت في يوم ما تهديدًا لطريقة التعلم! في القرن التاسع عشر، رفضت جامعة ييل استخدام السبورة بدعوى أن من يحتاج للكتابة لا يجيد التفكير الرياضي في رأسه.”

وبالطريقة نفسها، يشير هيلمان إلى أن دخول الآلة الحاسبة في سبعينيات القرن الماضي أثار موجة مشابهة من القلق، حيث اعتُبرت في البداية مدمّرة لعملية التعليم، قبل أن تتحول لاحقًا إلى أداة تعليمية لا غنى عنها.

القلق مبرر… ولكن ليس النهاية

هيلمان لا ينكر المخاطر، بل يؤكد أن استخدام الذكاء الاصطناعي قبل أن يتقن الطلاب المهارات الأساسية قد يكون ضارًا بالفعل، تمامًا كما هو الحال مع استخدام الآلة الحاسبة دون فهم عمليات الجمع والطرح.

“إذا استخدمتَ الذكاء الاصطناعي لكتابة نصوص وأنت لم تتعلم بعد كيف تكتب… فالنتيجة ستكون معرفة شكلية فقط، دون عمق فكري أو لغوي”، يوضح هيلمان.

“احتضنوا التقنية… ولكن بحذر تربوي”

رغم التحفظات، يرى هيلمان أن المدرسة لا يمكنها الهروب من الواقع الجديد، ويشدد على أن الحل ليس في الحظر، بل في الإدماج الذكي والمدروس:

“الطلبة اليوم سيدخلون إلى سوق عمل يعجّ بالحلول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. من واجب المدرسة أن تُعدّهم لذلك – بشرط أن يُستخدم كأداة تعليم، لا كطريق مختصر للغش”.

وبينما ينتظر المعلمون إرشادات أوضح من الجهات الرسمية، تبقى المسؤولية التربوية في يدهم، كما كانت دائمًا مع كل “أداة جديدة” – من العداد الخشبي إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع