دال ميديا: وسط مدينة هيننغسدورف الصغيرة، على مشارف برلين، لا يسمع سوى صوت الحديد والضجيج الصناعي الدقيق. هنا، داخل مصنع ضخم مملوك لشركة “ألستوم” الفرنسية، تنبض عروق أول قطار فائق السرعة سويدي الصنع… حلم استغرق 5 سنوات من العمل الهندسي المكثف، ويقترب الآن من لحظة الحقيقة.
التلفزيون السويدي TV4 كان أول من دخل ورشة تصنيع القطار الجديد، وخرج بتفاصيل حصرية عن الجيل القادم من قطارات SJ، المقرر أن يبدأ رحلاته التجارية في نهاية 2027 أو مطلع 2028، بسرعة تصل إلى 250 كم/س.
شكله كـ X2000… لكن محتواه “جيل جديد”
من الوهلة الأولى، يمكن تمييز القطار الجديد كقطار سويدي. شعار SJ مثبت بالفعل على الأبواب، والتصميم الخارجي يذكّر بقطارات X2000 الكلاسيكية. لكن التفاصيل تقول شيئًا آخر.
فوفقًا لما قاله ماركو بوفينغ، رئيس فريق المركبات السريعة في SJ:
“الناس يجب أن يشعروا بأنهم على متن قطار مألوف… لكننا أدخلنا تحسينات نوعية.”
من أبرز التحسينات:
-
مقصورة بيسترو أوسع وأكثر حداثة
-
إمكانية وصول محسّنة لذوي الاحتياجات الخاصة
-
تجهيزات رقمية واتصال إنترنت محسّن
-
تصميم داخلي قابل للتعديل حسب فصول السنة
سباق السرعة السويدي يبدأ أخيرًا
بينما تتفوق القطارات الألمانية والفرنسية بسرعات تفوق 300 كم/س، فإن وصول السويد إلى 250 كم/س يُعد نقلة كبيرة. فسرعة X2000 الحالية لا تتجاوز 200 كم/س، ما يجعل القطار الجديد أسرع بنسبة 25%.
أرفيد فريدمان، مدير المركبات في SJ، قال لـ TV4:
“نحن لا نطرح مجرد قطار جديد، بل تجربة سفر جديدة تمامًا. نريد أن نختصر الزمن ونجعل القطار خيارًا جذابًا ومفضلًا.”
قبل أن يُسمّى… سيُختبر في 40 درجة تحت الصفر
رحلة القطار الجديد لم تنته بعد. وفقًا لـ ماريا سيغنال مارتبو، مديرة “ألستوم” في السويد، ستبدأ الآن سلسلة اختبارات صارمة:
-
اختبار القيادة في محيط المصنع.
-
تجارب على مسارات متعددة في أوروبا.
-
دخول غرفة مناخية حيث سيواجه حرارة تصل إلى -40 درجة مئوية.
-
وأخيرًا، اختبارات حقيقية في السويد، والنرويج، والدنمارك.
القطار لم يُسمَّ بعد، لكن صناع القرار يؤكدون أنه سيبقى في الخدمة على الأقل 30 عامًا، ما يعني أن البنية التحتية في السويد ستضطر عاجلاً أم آجلاً إلى اللحاق بسرعته.
في البداية، ستُستخدم السرعة القصوى فقط على خطوط ستوكهولم–أوميو و يوتبوري–مالمو، وهما المساران الوحيدان الجاهزان حتى الآن لـ250 كم/س.
المصدر: tv4
