دال ميديا: المشهد العسكري في أوروبا يتغير بسرعة لا تخطئها العين. فالقارة العجوز، التي كانت تكتفي لعقود بردود فعل دبلوماسية على التهديدات، تدخل الآن مرحلة من أكبر عمليات التسلّح منذ نهاية الحرب الباردة، مدفوعةً بمخاوف متصاعدة من روسيا، وتجارب دموية من حرب أوكرانيا، ورغبة واضحة في امتلاك اليد العليا جوًا وبحرًا وبراً.
في اجتماع وزراء دفاع الناتو المنعقد في بروكسل اليوم، ستُرسم الخطوط الكبرى لقدرات الردع الجديدة التي يُفترض أن يمتلكها الحلف في السنوات القادمة، مع تركيز استثنائي على الدفاعات الجوية والأسلحة بعيدة المدى، حيث يُنتظر رفع الإنفاق الدفاعي إلى مستويات غير مسبوقة.
نحو 5٪ من الناتج القومي… للبارود
الأنظار تتجه نحو قمة الناتو المرتقبة في مدينة لاهاي بعد منتصف الصيف، حيث سيُتخذ قرار قد يقلب ميزانيات الدول رأسًا على عقب: رفع الإنفاق العسكري من 2٪ إلى ما بين 3.5 و5٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
رقم لم يكن يُتخيل الحديث عنه في أوروبا المسالمة قبل سنوات، لكنه الآن يُتداول بهدوء وبواقعية.
الأمين العام الجديد لحلف الناتو، مارك روتّه، أوضح أن الحلف يخطط لتعزيز خطوط الإنتاج العسكري بقوة، وقال:
“يجب أن يتماشى العرض العسكري مع الطلب المتزايد على الأسلحة، وسنعمل على رفع قدرة الصناعة الدفاعية الأوروبية.”
مصانع الأسلحة تزدهر… من جديد
في تقرير ميداني للتلفزيون السويدي SVT، ظهرت ملامح الطفرة الصناعية بوضوح. مصانع ضخمة في فرنسا وبريطانيا بدأت توسعات كبرى وتوظيفات جديدة، مستعدة لتلبية الطلب الجنوني على أنظمة الأسلحة الأوروبية الحديثة.
في قلب هذا التوسع، يتم تطوير جيل جديد من الطائرات المُسيّرة الذكية، بعضها قادر على التحليق الجماعي والانقضاض على الأهداف بشكل مستقل، بدون تدخل بشري.
يقول المهندس أرنو ساماما، أحد المطورين في شركة “تاليس” الفرنسية:
“القدرة على التحليق الدائم في السماء تخلق ضغطًا نفسيًا لا يُستهان به على العدو… وهذا وحده سلاح.”
المصدر: SVT