دال ميديا: العصابات السويدية توسّع نطاق التوظيف عبر وسائل التواصل الاجتماعي… والشرطة تطلب من فيسبوك “إزالة إعلان التوظيف، رجاءً”
لم تعد العصابات بحاجة إلى الزوايا المظلمة أو الملاعب الخلفية لتجنيد الأطفال.
الإنترنت صار بوابة الدخول، والوظيفة؟ تنفيذ مهام إجرامية… بأجر فوري.
في تصريحات نقلتها قناة TV4 السويدية، أعربت رئيسة الشرطة الوطنية، بيترا لوند، عن قلقها الشديد من أن الجريمة المنظمة أصبحت تجنّد القُصّر علنًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
“نحن نعيش واقعًا قاسيًا، حيث تقوم العصابات بتجنيد الأطفال بشكل علني ودون رحمة”، تقول لوند.
من “الملعب إلى الميتافيرس”: تجنيد عصري بإعلانات رقمية
المشهد لم يعد يدور في زوايا الحدائق أو خلف مدارس الحي.
في البداية، كان التجنيد يتم في ملاعب الأحياء. ثم انتقل إلى مؤسسات الرعاية كـ”منازل HVB”.
أما اليوم؟ فـالمنشورات على إنستغرام وسناب شات تعرض “مهام قصيرة” مع وعود بمبالغ مغرية.
الشرطة، التي ترى الإعلانات بنفسها، تعترف بأنها لا تستطيع إزالتها بنفسها.
“نحتاج أن نطلب بلطف من شركات التواصل أن تزيل المحتوى. لا نملك سلطة قانونية لإجبارهم”، تقول لوند، في مشهد يصفه البعض بأنه “استغاثة رسمية من مؤسسات قوية… تطلب من الخوارزميات قليلاً من الرحمة”.
عندما “يعرض” الطفل خدماته بنفسه
المفارقة الأشد مرارة جاءت من منطقة يارفا شمال ستوكهولم، حيث تعمل الشرطة والخدمات الاجتماعية تحت سقف واحد، وحققت جهودهم المشتركة تراجعًا في إطلاق النار.
لكن المشهد الرقمي يزداد تعقيدًا.
“الشباب الآن يقدّمون أنفسهم… يعرضون خدماتهم”، تقول ماجدالينا السعيد، أخصائية اجتماعية،
“هل تود تفجير مكان معين؟ هذا السعر. هل تستطيع إيصال شيء؟ هناك مكافأة.”
الأرقام لا تضحك:
-
أكثر من 500 طفل دون 18 عامًا تم الاشتباه بتورطهم في مخططات قتل عام 2023 فقط!
الحلول؟ بين الحوار مع المنصات… والتوسّل إلى الخوارزميات
في الوقت الذي تتجه فيه الحكومة لعقد ندوات يشارك فيها ممثلو الشرطة والخدمات الاجتماعية وشركات التواصل الاجتماعي الكبرى، تأمل الدولة أن تُظهر الخوارزميات نوعًا من التعاطف البشري.
لكن في واقع تتحكّم فيه المشاهدات، والإعلانات، و”الترند”، يبدو أن العصابات اكتشفت وسيلة تجنيد أرخص، وأسرع، وأكثر فاعلية… من أي جهاز استخباراتي.