دال ميديا: يشعر العديد من الأسر السويدية بتزايد الضغوط الاقتصادية نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، التي زادت بنسبة 25% منذ يناير 2022، في حين لم ترتفع الأجور سوى بنسبة 11% فقط خلال نفس الفترة. هذا التفاوت الكبير بين الدخل وتكاليف المعيشة يضع الأسر أمام تحديات صعبة لإدارة ميزانياتها اليومية.
“الوضع أصبح صعبًا على العديد من الأسر، وهناك خطر من أن تواصل أسعار الغذاء ارتفاعها، خاصة مع زيادة أسعار المواد الخام”، يقول أرتورو أركيس، الخبير الاقتصادي في بنك Swedbank وسلسلة Sparbankerna.
الغذاء.. ثاني أكبر بند في ميزانية الأسرة بعد السكن
تُعتبر تكاليف الغذاء ثاني أكبر نفقات الأسر السويدية بعد تكاليف السكن، حيث تشكل حوالي 13-14% من إجمالي المصاريف الشهرية، بينما تمثل تكاليف السكن حوالي 25%.
“لقد ارتفعت أسعار الفائدة على القروض العقارية مؤخرًا، وإذا قارنا الوضع الحالي بعام 2022، سنجد أن من لديه قرض عقاري بقيمة مليوني كرونة يدفع الآن ما يقارب 2000 كرونة إضافية شهريًا. وعند إضافة الزيادة في أسعار الغذاء، نصل إلى زيادة إجمالية تبلغ حوالي 5000 كرونة شهريًا للأسرة المتوسطة”، يوضح أرتورو أركيس.
ما المنتجات التي شهدت أعلى زيادة في الأسعار؟
شهدت بعض المواد الغذائية ارتفاعًا حادًا في الأسعار، حيث تأثرت بشكل خاص منتجات الألبان، العصائر، القهوة، والحلويات مثل الشوكولاتة والوجبات الخفيفة.
لكن بعض المنتجات سجلت انخفاضًا طفيفًا في الأسعار، إلا أن هذا الانخفاض قد يكون خادعًا، كما يحذر أرتورو أركيس.
“على سبيل المثال، بعض الشركات خفّضت أسعار الحفاضات، لكن في نفس الوقت قلّلت من عدد الحفاضات داخل العبوة. هذا يعني أن المستهلك في الواقع يدفع أكثر مقابل كمية أقل، وهي حيلة تسويقية تُعرف باسم ’التضخم المتخفي‘ (shrinkflation)،”يضيف أركيس.
كيف يمكن للأسر التوفير في ظل ارتفاع الأسعار؟
مع استمرار ارتفاع الأسعار، يبحث العديد من المستهلكين عن طرق لتوفير المال دون المساس بجودة حياتهم. وفي هذا الصدد، يشير الخبراء إلى بعض الاستراتيجيات الذكية التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعباء المالية.
نصائح أرتورو أركيس للتوفير في الإنفاق الغذائي:
- التسوق بحكمة: اختيار المتاجر التي تقدم أفضل الأسعار والخصومات.
- شراء المنتجات الموسمية: الخضروات والفواكه تكون أرخص بكثير عند شرائها خلال مواسم إنتاجها.
- الاعتماد على المنتجات ذات العلامات التجارية المخفضة: تقدم العديد من المتاجر الكبرى منتجات بأسعار أقل، والتي يمكن أن توفر بين 10 إلى 15% مقارنة بالعلامات التجارية الشهيرة.
- متابعة العروض والتخفيضات: من خلال الاستفادة من العروض الدورية والخصومات، يمكن للمستهلكين تقليل تكاليف الغذاء بنسبة 20 إلى 30%.
- التعلم من كبار السن: الأجيال السابقة كانت أكثر حذرًا في إنفاقها، وكانت تركز على التسوق الذكي وتجنب الهدر، وهو أسلوب يمكن أن يكون مفيدًا جدًا في الظروف الحالية.
هل ستواصل الأسعار ارتفاعها؟
رغم أن بعض القطاعات الاقتصادية بدأت في الاستقرار، إلا أن خبراء الاقتصاد يحذرون من أن أسعار الغذاء قد تستمر في الارتفاع، خاصة في ظل التقلبات في أسعار المواد الخام عالميًا.
وفي ظل هذا الواقع الاقتصادي الصعب، يجد المستهلكون أنفسهم أمام تحدٍ حقيقي لإدارة نفقاتهم بذكاء، وسط ارتفاع تكاليف المعيشة والضغوط المالية المتزايدة.
المصدر: tv4